الكلمات | الكلمة الثلاثون | 745
(735-771)

أصلاً القوة، وتتخذها اساساً وقاعدة مقررة لنهجها، حتى ان مبدأ (الحكم للغالب) دستور من دساتيرها، وتأخذ بمبدأ (الحق في القوة)(1) فاعجبتْ ضمناً بالظلم والعدوان، وحثت الطغاة والظلمة والجبابرة العتاة حتى ساقتهم الى دعوى الالوهية.
ثم انها ملّكت الجمال في المخلوقات، والحُسن في صورها، الى المخلوق نفسه، والى الصورة نفسها، متناسية نسبة ذلك الجمال الى تجلي الجمال المقدس للخالق الجميل والحُسن المنزّه للمصور البديع، فتقول: (ما أجملَ هذا!) بدلاً من أن تقول: (ما أجمل خلقَ هذا)! أي: جعلت ذلك الجمال في حكم صنم جدير بالعبادة!
ثم انها استحسنت مظاهر الشهرة، والحسن الظاهر للرياء والسمعة.. لذا حبّذت المرائين، ودفعتهم الى التمادي في غيّهم جاعلة من امثال الاصنام عابدةً لعبّادها(2).
وربّت في غصن القوة الغضبية على رؤوس البشر المساكين، الفراعنة والنماريد والطغاة صغاراً وكباراً.
أما في غصن القوة العقلية، فقد وضعت الدهريين والماديين والطبيعيين، وامثالهم من الثمرات الخبيثة في عقل الانسانية، فشتتت عقل الانسان أي تشتيت.
وبعد.. فلأجل توضيح هذه الحقيقة، نعقد مقارنة بين نتائج نشأت من الاسس الفاسدة لمسلك الفلسفة، ونتائج تولدت من الاسس الصائبة لمسار النبوة، وسنقصر الكلام في بضعة امثلة فقط من بين الاف المقارنات بينهما.
المثال الاول: 
(1) اما النبوة فهي تقرر ان القوة في الحق وليس الحق في القوة، فتقطع بهذا دابرالظلم وتحقق العدل. ــ المؤلف.
(2) أي ان اولئك الشبيهين بالاصنام، يُظهرون اوضاعاً شبيهة بالعبادة امام المعجبين بهم، كسباً لإقبالهم وتوجههم اليهم، وتلبية لرغبات هواهم، فيكونون عابدين من جهة ومعبودين من جهة اخرى.ــ المؤلف.

لايوجد صوت