الشهوية البهيمية، ثمرات الآلهة والاصنام ومدّعي الالوهية.
وبجانب هذه الشجرة الخبيثة، شجرة زقوم، نشأت شجرةُ طوبى العبودية لله، تلك هي سلسلة النبوة، فاثمرت ثمرات يانعة طيبة في بستان الكرة الارضية، ومدّتها الى البشرية، فتدلـّت قطوفاً دانية من غصن القوة العقلية: انبياء ومرسلون وصديقون واولياء صالحون.. كما اثمرت في غصن القوة الدافعة: حكاماً عادلين وملوكاً طاهرين طهر الملائكة.. واثمرت في غصن القوة الجاذبة: كرماء واسخياء ذوي مروءة وشهامة في حسن سيرة وجمال صورة ذات عفة وبراءة.. حتى اظهرت تلك الشجرة المباركة:
ان الانسان هو حقاً اكرم ثمرة لشجرة الكون.
وهكذا فمنشأ هذه الشجرة المباركة، ومنشأ تلك الشجرة الخبيثة، هما جهتا (انا) ووجهاه، أي أن (انا) الذي أصبح بذرة أصلية لتلكما الشجرتين، صار وجهاه منشأ كلٍ منهما.
وسنبين ذلك بالآتي:
ان النبوة تمضي آخذة وجهاً لـ (انا).
والفلسفة تُقبل آخذةً الوجه الآخر لـ (انا).
فالوجه الأول الذي يتطلع الى حقائق النبوة:
هذا الوجه منشأ العبودية الخالصة لله. أي أن (انا):
يعرف أنه عبدٌ لله، ومطيع لمعبوده..
ويفهم ان ماهيته حرفية، أي دال على معنىً في غيره..
ويعتقد ان وجوده تَبَعي، أي قائم بوجود غيره وبايجاده..
ويعلم ان مالكيته للاشياء وهمية، أي: ان له مالكية موقتة ظاهرية باذن مالكه الحقيقي..
وحقيقته ظلية ـ ليست اصيلة ـ أي انه ممكنٌ مخلوق هزيل، وظلٌ ضعيف يعكس تجلياً لحقيقة واجبة حقة..
أما وظيفته فهي القيام بطاعة مولاه، طاعة ً شعوريةً كاملة، لكونه