الكلمات | الكلمة الثلاثون | 770
(735-771)

ومن هنا عدت الاجسام الحية كأنها مدرسة تتعلم فيها الذرات السائحة، ومعسكر تدريب، ومضيف تربوي لها، ويصح ان نحكم بحدس صادق أنها كذلك.
الحاصل: مثلما ذكر في (الكلمة الاولى)، واثبت هناك: ان كل شئ يقول (بسم الله). فالذرة ايضاً كجميع الموجودات وكل طائفة منها وكل جماعة من جماعاتها تقول بلسان الحال: (بسم الله) وتتحرك وفقها.
نعم! ان كل ذرة ـ بدلالة النقاط الثلاث المذكورة ـ تقول بلسان حالها في مبدأ حركتها: (بسم الله الرحمن الرحيم) اي: أتحرك باسم الله وبقوته وبحوله وباذنه وفي سبيله، ثم تقول ـ وكل طائفة منها ـ بعد انهاء حركتها بمثل ما يقوله أي مخلوق كان بلسان حاله: الحمد لله رب العالمين.
فكل ذرة تبدي نفسها في حكم ريشةِ قلمٍ صغير للقدرة الالهية في تصوير كل مخلوق بديع الذي هو بمثابة قصيدة ثناء وحمداً لله تعالى.
بل كل ذرة تبين نفسها في صورة طرف ابرة لأذرع معنوية لاحد لها لحاكٍ رباني معظم، تدور الابرة على اسطوانات ـ وهي المصنوعات الربانية ـ فتنطقها بقصائد ثناء وحمد ربانية، وتنشدها اناشيد تسبيحات إلهية..
﴿دعويـٰهم فيها سبحانك اللّهم وتحيتهم فيها سلام
وآخر دعويـٰهم ان الحمد لله رب العالمين﴾
﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاّ ماعَلَّمْتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيم﴾
﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب﴾
اللّهم صل على سيدنا محمد صلاة تكون لك رضاءً ولحقّه اداءً

لايوجد صوت