الكلمات | الكلمة الثلاثون | 769
(735-771)

واحدة(1)، الاّ انها تصبح وسيلة لنشوء مالا يحد من الموجودات، فتكون صاحبة مقامات مختلفة وانوار متنوعة، فلابد اذاً لو وجدت ذرة في خدمات حياتية، ودخلت ضمن التسبيحات الربانية التي تسبح بها الحياة مرات ومرات، وادّت مهماتها هناك، فلاشك ان يُكتب في جبهتها المعنوية حِكَم تلك المعاني، ويسجلها قلمُ القدر الإلهي الذي لا يعزُب عنه شئ، وذلك بمقتضى العلم المحيط الإلهي.
من هذه الحقيقة ينكشف طرفٌ من قانون عظيم هو: (قانون العلم المحيط).
فبناء على ما سبق: فان الذرات اذاً ليست سائبة ولا منفلتة(1).
النتيجة:
ان القوانين السبعة السابقة، اي: قانون الربوبية، وقانون الكرم، وقانون الجمال، وقانون الرحمة، وقانون الحكمة وقانون العدل، وقانون العلم المحيط.. وأمثالها من القوانين العظمى، يلوّح كلٌ منها من طرفٍ ما ينكشف منه، اسمَ الله الاعظم، وتجلٍ أعظم لذلك الاسم الاعظم. ويفهم من ذلك التجلي: ان تحولات الذرات ايضاً في هذه الدنيا ـ كسائر الموجودات ـ تجول حسب ما خطه القدر الالهي من حدود ووفق ما تعطيه القدرة الالهية من اوامر تكوينية وعلى اساس ميزان علمي حساس، لأجل حِكَمٍ سامية، وكأنها تتهيأ للرحيل الى عالم آخر أسمى!(2) 
(1) نعم! ان جميع تلك المواد مركبة من عناصر اربعة هي: مولد الماء ومولد الحموضة (الاوكسجين والهيدروجين) والازوت والكربون، وامثالها. لذا تعتبر المواد من حيث التركيب المادي متشابهة إلاّ ان الفرق في كتابة القدر المعنوي. ــ المؤلف.
(1) جواب الفقرات السبع التي مرت.ــ المؤلف.
(2) لأنه ماثل امامنا ان نشر نور الحياة بغزارة في هذا العالم الكثيف السفلي، وايقاده بفعالية دائمة في منتهى الجود، حتى بث نور الحياة بكثرة هائلة في اخس المواد واكثرها تعفناً، وصقل تلك المواد الكثيفة والخسيسة بنور الحياة وجعلها لطيفة .. تشير بما يقرب من الصراحة ان الله سبحانه وتعالى يذيب هذا العالم الكثيف الجامد ويجمّله ويلمّعه بحركات الذرات ونور الحياة ليهيئه الى العالم الاخر الحي اللطيف السامي الطاهر، وكأنه يزيّنه للرحيل الى عالم لطيف. فالذين لا يستوعبون بعقولهم الضيقة حشر البشر، لو نظروا بنور القرآن وبمرصاده لرأوا ان (قانون قيومية محيط) واضح رأي العين، يحشر جميع الذرات كحشر الجنود في الجيش ويتصرف فيها، كما هو مشاهد.ــ المؤلف

لايوجد صوت