الكلمات | الكلمة الثلاثون | 766
(735-771)

جليلة، فيرقيها الى درجة المعدنيات، اجراً لها في طريق الكمال.. ويحرك ذرات المعدنيات ويسخرها في وظائف ويعلّمها تسبيحاتها الخاصة بها فيمنحها المرتبة الحية للنباتات.. ويحرك ذرات النباتات ويوظفها، ويجعلها رزقاً للآخرين، فيُنعم عليها برفعها الى المرتبة اللطيفة للحيوانات.. ويستخدم ذرات الحيوانات ـ عن طريق الرزق ـ فيرفعها الى درجة الحياة الانسانية.. وبامرار ذرات جسم الانسان من خلال مصافٍ عدة مراتٍ ومرات، وتنقيتها وجعلها لطيفة، يرقيها الى ألطف مكان وأعز موقع في الجسم وهو الدماغ والقلب.
يفهم مما ذكر: ان حركات الذرات ليست سدىً وليست خالية من الحكمة، بل تُهرع الذرات وتساق الى نوع من الكمال اللائق بها.
ثالثاً: ان قسماً من ذرات الكائن الحي ـ كذرات البذور والنوى ـ ينال نوراً معنوياً، ولطافة ومزيّة، بحيث يكون بمثابة روح وسلطان على سائر الذرات، وعلى الشجرة الضخمة نفسها.
فاعتلاء هذه الذرات ـ من بين مجموع ذرات الشجرة العظيمة ـ هذه المرتبة، انما هو حصيلة ادائها وظائف دقيقة ومهمات جليلة اثناء مراحل نمو الشجرة، مما يدل على ان تلك الذرات حينما تؤدي وظيفتها الفطرية بأمر الخالق الحكيم، تنال لطافة معنوية ونوراً معنوياً ومقاماً رفيعاً وارشاداً سامياً، حسب انواع حركاتها ووفق ما يتجلى عليها من تجليات الاسماء الحسنى، وسمو تلك الاسماء.
الخلاصة:
 ان الخالق الحكيم قد عيّن لكل شئ نقطة كمال يناسب ذلك الشئ، وحدّد نورَ وجودٍ يليق به، فيسوق ذلك الشئ الى نقطة الكمال تلك، باستعداد يمنحه اياه.
فهذا القانون للربوبية مثلما هو جارٍ في جميع النباتات والحيوانات، جارٍ ايضاً في الجمادات، حتى يمنح سبحانه التراب العادي رقياً يبلغ به درجة الألماس ومرتبة الاحجار الكريمة.
من هذه الحقيقة ينكشف طرفٌ من قانون عظيم هو: (قانون

لايوجد صوت