الكلمات | الكلمة الثلاثون | 765
(735-771)

النقطة الثالثة
هذه النقطة اشارة الى الحكمة السادسة العظيمة التي وُعد بها في ختام النقطة الاولى، وهي:
لقد ذكر في حاشية السؤال الثاني من الكلمة الثامنة والعشرين:
ان حكمة اخرى من آلاف الحكم التي تتضمنها تحولات الذرات وحركاتها في اجسام ذوي الحياة، هي تنوير الذرات بالحياة وكسبها المعنى والمغزى، لتصبح ذرات لائقة في بناء العالم الاخروي.
نعم! ان الكائن الحيواني والانسان وحتى النبات في حكم مضيف لتلك الذرات ومعسكر تدريب لها، ومدرسة تربوية تتلقى فيها الارشادات؛ بحيث أن تلك الذرات الجامدة تدخل هناك فتتنور، وكأنها تنال التدريب وتتلقى الاوامر والتعليمات، فتتلطف، وتكسب باداء كلٍ منها لوظيفة لياقةً وجدارة، لتصبح ذرات لعالم البقاء والدار الآخرة الحية حياةً شاملة لجميع اجزائها.
سـؤال: بماذا يُعرف وجود هذه الحكمة في حركات الذرات؟
الجـواب:
اولاً: يُعرف وجودُها، بحكمة الله الحكيم سبحانه، تلك الحكمة الثابتة بالانظمة الجارية في الموجودات كافة وبالحكم التي تنطوي عليها؛ اذ الحكمة الالهية التي اناطت حِكماً كلية كثيرة جداً بأصغر شئٍ جزئي، لايمكن ان تترك حركات الذرات سدىً من دون حكمة! تلك الحركات الجارية في سيل الكائنات، والتي تبدي فعالية عظمى في الوجود، والتي هي سبب لإبراز البدائع الحكيمة.
ثم ان الحكمة الالهية وحاكميتها، التي لا تهمل اصغر مخلوق دون أجر، أو دون كمال، أو دون مقام، لما يقوم به من وظيفة، كيف تهمل مأموريها ومستخدميها الكثيرين جداً، الذرات.. دون نور، أو دون أجر.
ثانياً: ان الحكيم العليم يحرك العناصر ويستخدمها لاداء وظائف

لايوجد صوت