والمستغرقة في ذكر وتسبيح إلهي كالمريد المولوي، انما تقوم بها من تلقاء نفسها، وترقص ذاهلة وتدور.
نخلص من هذا: ان علم اولئك الفلاسفة ليس علماً، بل جهل. وان حكمتهم سخافة وخالية من الحكمة!
(سنذكر في النقطة الثالثة حكمة اخرى مطولة هي السادسة).
النقطة الثانية
ان في كل ذرة شاهدين صادقين على وجود الله سبحانه، وعلى وحدانيته.
أجل! ان الذرة بقيامها بوظائف جسيمة جداً، وحملها لأعباء ثقيلة جداً تفوق طاقتها، في منتهى الشعور، رغم عجزها وجمودها، تشهد شهادة قاطعة على وجود الله سبحانه.
وانها تشهد شهادة صادقة ايضاً على وحدانية الله واحدية مالك الملك والملكوت؛ بتنسيق حركاتها وانسجامها مع النظام العام الجاري في الكون ومراعاتها النظام حيثما حلّت، وتوطّنها هناك كأنه موطنها. أي: لمن الذرة؟ فمواضع جولانها مُلكُه وتعود اليه، بمعنى ان من كانت الذرة له فان جميع الاماكن التي تسير فيها له ايضاً.
اي أن الذرة لكونها عاجزة، وعبئها ثقيلاً جداً، ووظائفها كثيرة لاتحد، تدل على انها قائمة ومتحركة باسم قدير مطلق القدرة وبأمره.
ثم ان توفيق حركتها وجعلها منسجمة مع الانظمة العامة الكلية في الكون، وكأنها على علمٍ بها، ودخولها الى كل مكان دون مانع يمنعها، يدل على انها تعمل ما تعمل بقدرة واحد عليم مطلق العلم وبحكمته الواسعة.
نعم! ان الجندي له علاقة وانتساب مع كلٍ من فصيله، وسريته، وفوجه، ولوائه، وفرقته. كما أن له في كلٍ منها وظيفة معينة على قدر تلك العلاقة. وان تنسيق الحركة والانسجام مع كل هذه العلاقات والارتباطات بمعرفتها ومعرفة وظائفها في كل دائرة، مع القيام