الكلمات | الكلمة الثلاثون | 763
(735-771)

بواجبات عسكرية من تدريب واخذ للتعليمات حسب انظمتها، كل ذلك انما يكون بالانقياد الى اوامر القائد الاعظم الذي يقود تلك الدوائر كلها واتباع قوانينه.
فكما ان الامر هكذا في الجندي الفرد، كذلك كل ذرة من الذرات الداخلة في المركبات المتداخل بعضها في بعض، لها اوضاع ملائمة في كلٍِ منها، ومواقع متناسبة تنبني عليها مصالح متنوعة، ووظائف منتظمة شتى، ونتائج متباينة ذات حكمة، فلابد ان توطين تلك الذرة بين تلك المركبات، توطيناً لا يخل بالنتائج والحكم الناشئة من تلك النسب والوظائف، مع الحفاظ على جميع النسب والوظائف، خاصٌ بمالك الملك الذي بيده مقاليد كل شئ.
فمثلاً: ان الذرة المستقرة في بؤبؤ عين (توفيق) لها علاقة مع اعصاب العين الحركية والحسية ، ومع الشرايين والاوردة التي فيها، ومع الوجه، والرأس، ثم مع الجسم، ومع الانسان ككل. فضلاً عن ان لها في كلٍ منها وظيفة وفائدة.
فوجود تلك النسب، في كلٍ منها، والعلاقات والفوائد، مع الحكمة الكاملة والاتقان التام يبين:
ان الذي خلق ذلك الجسد بجميع اعضائه، هو الذي يمكنه ان يمكّن تلك الذرة في ذلك المكان، ولا سيما الذرات الآتية للرزق. فتلك الذرات التي تسير مع قافلة الرزق وتسافر معها، انما تسير بانتظام وتسيح بحكمة تحير العقول. ثم تدخل في اطوار مختلفة وتجول في طبقات متنوعة بنظام دقيق، فتخطو خطوات ذات شعور، من دون ان تخطئ ، حتى تأتي تدريجياً الى الجسم الحي وتصفّى هناك في اربع مصافٍ فيه، الى أن تصل الى الاعضاء والحجيرات المحتاجة الى الرزق، فتمدها به، وتسعفها بقانون الكرم محمولةً على الكريات الحمراء في الدم.
يفهم من هذا بداهة ان الذي أمَرَّ هذه الذرات من خلال آلاف المنازل المختلفة والطبقات المتباينة، وساقها هكذا بحكمة، لابد وبلا

لايوجد صوت