الكلمات | ذيل صغيرللموقف الاول | 833
(833-836)

ذيل صغير
للموقف الاول

فاستمع للآية الكريمة:
﴿أفلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّناها...﴾الى آخر الآية (ق:6)

ثم انظر الى وجه السماء! كيف ترى سكوتاً في سكونة، حركة في حكمة، تلألؤاً في حشمة، تبسماً في زينة، مع انتظام الخلقة، مع اتزان الصنعة. تشعشُعُ سراجِها، تهلُلُ مصباحِها تلألؤ نجومها، تعلن لأهل النهى، سلطنة بلا انتهاء.
هذه الفقرات (العربية) انما هي ترجمة بعض معاني الآية الكريمة المتصدرة، وهي تعني: ان الآية الكريمة تلفت نظر الانسان الى وجه السماء الجميل المزّين. ليرى بتلك الملاحظة وانعام النظر؛ سكوتاً وصمتاً في سكون وهدوء، وليعلم ان السماء قد اتخذت ذلك الوضع الهادئ، بأمر قدير مطلق القدرة وبتسخيره. اذ لولا تلك القدرة المطلقة، اي لو كانت السماء مفلوتة الزمام، طليقة في حركاتها وسكناتها، لكانت تلك الاجرام الهائلة، المتداخل بعضها في البعض، وتلك الكرات الضخمة، تحدث بحركاتها الرهيبة اصواتاً مدوية مخيفة تصم سمع الكائنات قاطبة، ولحدث من الاختلاط والاضطراب ما تتلاشى من شدته الكائنات كلها، اذ من المعلوم انه لو ثار عشرون جاموساً في حقل لاختلط الحابل بالنابل، ولتسبب الدمار والهرج والمرج، فكيف باجرام سماوية اضخم من ارضنا بألف مرة، تنطلق في سرعةٍ هي أسرع من القذيفة بسبعين مرة، كما هو ثابت في علم الفلك! فافهم من هذا ان الهدوء الذي يعم الاجرام ويخيم على السماء انما يبيّن مدى سعة قدرة القدير ذي الكمال ومدى هيمنة تسخير

لايوجد صوت