الكلمات | ذيل صغيرللموقف الاول | 834
(833-836)

الصانع الجليل لها، ومدى انقياد النجوم وخضوعها لأوامره تعالى.
(حركةً في حكمة): ثم ان الآية الكريمة تأمر ايضاً بمشاهدة ما في وجه السماء من حركة ضمن حكمة. اذ إنها حركات عظيمة تسير ضمن حكمة دقيقة واسعةٍ تتحير منها الالباب ويقف امامها الانسان باعجاب واكبار.. فكما ان صناعاً ماهراً يدير دواليب معمل وتروسه على وفق حكمة محددة، انما يبين بعلمه هذا درجة مهارته ودقة صنعته ضمن عظمة المعمل وانتظامه، كذلك القدير المطلق الجليل (وله المثل الاعلى) الذي يعطى للشمس وسياراتها وضعاً خاصاً شبيهاً بوضع معمل عظيم. فيدير تلك الكرات الهائلة، كأنها احجار مقلاع صغيرة، ودواليب معمل بسيط، يديرها حول الشمس، امام الأنظار ليدرك الانسان بتلك النسبة طلاقة قدرته وسعة حكمته.
(تلألؤا في حشمة، تبسماً في زينة): اي أن في وجه السماء ايضاً سطوعاً باهراً وتهللاً مهيباً، وتبسماً وبشاشة في زينة وجمال، مما يبيّن عظمة سلطنة الصانع الجليل، ومدى الدقة في صنعته الجميلة. اذ كما أن إضاءة مصابيح وانوار واظهار مظاهر الفرح والبهجة في يوم اعتلاء السلطان العرش، إنما هو لبيان درجة كماله في مضمار الرقي الحضاري. كذلك السموات العظيمة بنجومها المهيبة تُظهر لنظر المتأمل كمال سلطنة الصانع الجليل وجمال صنعته البديعة.
(مع انتظام الخلقة، مع اتزان الصنعة): تقول العبارة: انظر الى انتظام المخلوقات في وجه السماء، وافهم وزان المصنوعات بموازين دقيقة، وادرك من هذا: ما اوسع قدرة صانع هذه المخلوقات ومَا اعمّ حكمته!
نعم! ان ادارة مواد صغيرة او اجرام وحيوانات، وتدويرها وتسخيرها، وسوق كل منها الى طريق خاص يعيّن بميزان مخصص، تبين مدى قدرة القائم بها ومدى حكمته ومدى طاعة تلك المواد والحيوانات وانقيادها لأوامره. كذلك الأمر في السموات الواسعة جداً. فانها تبين بعظمتها المحيرة، وبنجومها الجسيمة التي لا يحصرها العد وبحركاتها الفائقة، مع عدم تجاوزها عمّا قدّر لها من

لايوجد صوت