الكلمات | ذيل صغيرللموقف الاول | 835
(833-836)

حدود ولو قيد أنملة وعدم تخلفها عنها ولو بلحظة، وعدم توانيها عن اداء ما وكل بها من واجب ولو بعشر معشار الدقيقة.. اقول انها تبين للانظار ان صانعها وخالقها الجليل يظهر ربوبيته الجليلة باجرائه هذه الامور بميزان دقيق خاص.
(تشعشع سراجها، تهلل مصباحها، تلألؤ نجومها، تعلن لأهل النهى سلطنة بلا انتهاء).
اي ان تسخير الشمس والقمر والنجوم الوارد في آيات كثيرة امثال هذه الآية المتصدرة وما ورد في سورة (النبأ) وغيرها، كلها تبين أن تعليق سراج كالشمس في سقف السماء المزين، وهو السراج الوهاج الذي يشع النور وينشر الدفء وجعل ذلك النور كأنه حبر لكتابة مكاتيب الله الصمدانية على صحيفة الصيف والشتاء بخطوط الليل والنهار.. وكذا جعل القمر ميلاً لساعة زمانية كبرى، وآلة لقياس المواقيت وتعليقه في الاعالي شبيهاً بالساعات المنصوبة على الابراج. وذلك بجعله في منازل أهلّةٍ متفاوتة، حتى لكأن الله سبحانه يضع في كل ليلة هلالاً جديداً غير السابق على وجه السماء، ثم يعيد ويجمع تلك الأهلة ويحركها في منازلها بميزان كامل وحساب دقيق. ثم ان تزيين وجه السماء وتجميله بالنجوم الملألئة المبتسمة في قبة السماء، لا شك انه من شعائر ربوبية لا منتهى لعظمتها، وهي في الوقت نفسه اشارات الى الوهية جليلة لا منتهى لكمالها. كل ذلك يدعو ارباب الفكر والعقل الى الايمان والتوحيد.
انظر الى الصحيفة الملونة الزاهية لكتاب الكون.
كيف صوّرها قلم القدرة المذهّب.
لم تبق نقطة مظلمة لأبصار أرباب القلوب.
فكأنه سبحانه قد حرّر آياته من نور.
انظر! ما اعظمها من معجزة حكمة، تقود الى الاذعان!
وما اسماها من مشاهد بديعة في فضاء الكون!
واستمع الى النجوم ايضاً، الى حلو خطابها الطيب اللذيذ.

لايوجد صوت