حاشَ لله، وكلا. وتعالى عن ذلك علواً كبيراً.
خاتمة المقصد الثاني
بينما كنت متأملاً ومستغرقاً في تفكر يخص الأحدية، نظرت الى ثمرات شجرة الدلب القريبة من غرفتي، فخطر الى القلب تفكر متسلسل بعبارات عربية، فكتبتُه كما ورد بالعربية وسأذكر توضيحاً مختصراً له.
فالبذورُ والاثمارُ، والحبوبُ والازهارُ معجزاتُ الحكمة.. خوارقُ الصنعة.. هدايا الرحمة.. براهينُ الوحدة.. شواهدُ لطفِه في دار الاخرة.. شواهدُ صادقة بان خلاّقها على كل شيء قدير وبكل شيء عليم. قد وَسِع كل شيء بالرحمة والعلم والخلق والتدبير والصنع والتصوير. فالشمسُ كالبذرة، والنجمُ كالزهرة، والارضُ كالحبة، لا تثقل عليه بالخلق والتدبير، والصنُع والتصوير. فالبذور والاثمار مرايا الوحدة في اقطار الكثرة، اشاراتُ القَدَر، رموزاتُ القُدْرَة بان تلك الكثرة من منبع الوحدة، تصدُرُ شاهدةً لوحدِة الفاطر في الصنع والتصوير. ثم الى الوحدة تنتهي ذاكرةً لِحكمة الصانعِ في الخلق والتدبير.. وتلويحات الحكمة بأن خالق الكل - بكُلِّية النَظَر الى الجزئي - ينظُرُ ثَمَّ الى جزئه، اذ إن كان ثمراً فهو المقصود الأظهرُ