الكلمات | الموقف الثاني | 844
(837-866)

لـمّاع.
فلو فُرض ان للشمس علماً وشعوراً لكانت كل مرآة، شبيهة بمنزلها وبمثابة عرشها وكرسيّها وتلتقى بذاتها كل شئ، وتتصل - كما في الهاتف - مع كل ذي شعور بوساطة المرايا.. بل حتى ببؤبؤ عينه، فما يمنع شئ شيئاً ولا تحجب مخابرةٌ بالهاتف مخابرة اخرى. فمع انها موجودة في كل مكان الاّ انها لا يحدها مكان.
فالشمس التي هي في حكم مرآة مادية وجزئية وجامعة لإسمٍ واحدٍ من الف اسم واسم من الاسماء الإلهية الحسنى، وهو (النور) ان كانت مع تشخصها تنال الى هذه الدرجة من الافعال الكلية وتكون في اماكن كلية، أفلا يستطيع ذلك الجليل ذو الجلال باحديته الذاتية ان يفعل ما لا يتناهى من الافعال في آن واحد؟!
المثال الثاني:
لما كانت الكائنات في حكم شجرة، يمكن اتخاذها اذن مثالاً لإظهار حقائق الكائنات. فنأخذ هذه الشجرة الضخمة التي امام غرفتنا، وهي شـجرة الـدُلب العـظيمة، بوصفها مثـالاً مـصغراً للكائـنات. وسنبين تجلي الأحدية في الكائنات بوساطتها، على النحو الآتي:
ان لهذه الشجرة ما لايقل عن عشرة آلاف ثمرة، ولكل ثمرة ما لايقل عن مئات من البذور المجنحة، اي أن كل هذه الاثمار العشرة الاف والمليون من البذور تكون موضع الايجاد والاتقان في آن واحد، بينما توجد العقدة الحياتية في البذرة الأصلية لهذه الشجرة، وفي جذرها وفي جذعها، وهي شئ جزئي ومشخص من تجلي الارادة الإلهية ونواة من الامر الرباني، وبهذا التجلي الجزئي تتكون مركزية قوانين تشكيل الشجرة، الموجودة في بداية كل غصن وداخل كل ثمرة وجنب كل بذرة، بحيث لا تدع شيئاً ناقصاً لأي جزء من اجزاء الشجرة ولا يمنعها مانع.
ثم ان ذلك التجلي الواحد للارادة الإلهية والأمر الرباني، لا ينتشر

لايوجد صوت