فتلك الاسباب ما هي الاّ اغلفة المصنوعات الربانية، وظروف الهدايا الرحمانية، وخَدمة لتقديمها فلاشك ان الصحون التي تُقدّم فيها هدايا السلطان او القماش المغلف للهدية أو الجندي الذي سُـلّمت بيده هدية السلطان لن يكون شريكاً للسلطان قطعاً. فمَن توهم ذلك فقد تفوه بهذيان ما بعده هذيان.
وهكذا ليست للاسباب الظاهرية والوسائط الصورية حصة في الربوبية الإلهية قطعاً، وليست لها الاّ القيام بخدمات العبودية.
المقصد الثاني
بعد ان عجز داعية اهل الشرك عن اثبات مسلك الشرك، ويئس من اثباته في اية جهة كانت، رغب في محاولة إلقاء شكوكه وشبهاته لهدم مسلك اهل التوحيد.
فسأل السؤال الثاني قائلاً:
- يا اهل التوحيد! أنتم تقولون: ﴿قل هو الله احد الله الصمد﴾ أي ان خالق العالم واحد، أحد، صمدٌ، وهو خالق كل شئ، بيده مقاليد كل شئ، وهو الأحد الفرد، بيده مفاتيح كل شئ، أخذ بناصية كل شئ، يتصرف في الاشياء كلها في آن واحد، باحوالها كافة دون أن يمنع شئٌ شيئاً.. كيف يمكن تصديق حقيقة عجيبة كهذه؟ فهل يمكن لواحد