الكلمات | الموقف الثاني | 839
(837-866)

الكائنات، وفهارس مصغرة - تكون بالبداهة في قبضة ربوبيته سبحانه وايجاده وضمن ادارته وتربيته.
ومادام كل ذي حياة في قبضة تدبيره وتربيته، فلابد ان الحجيرات والكريات والاعضاء والاعصاب - التي تشكل وجود ذلك الكائن الحي - في قبضة علمه وقدرته بالبداهة.
وما دامت كل حجيرة وكل كرية دموية منقادة لأوامره سبحانه، وضمن تدبيره وتصريفه الامور، وتتحرك وفق قانونه. فلابد ان جميع موادها الاساسية، وجميع ذراتها التي تنسج منها نقوش صنعها في قبضة قدرته، وضمن دائرة علمه بالضرورة، ولابد أنها تتحرك بانتظام وتؤدي الوظائف على أتم وجه بأمره وإذنه وقوته.
وما دامت حركة كل ذرة واداؤها الوظائف، بقانونه وإذنه وامره، فلابد ان تشخصات الوجه وملامحه ووجود العلامات الفارقة المميزة لكل فرد عن الآخر سواءً في الملامح، أو في الألسنة، انما هو بعلمه وحكمته بالبداهة.
فتدبّر في هذه الآية الكريمة التي تبين مبدأ هذه السلسلة (المذكورة) ومنتهاها:
﴿ومن آياته خَلقُ السموات والارض واختلافُ ألسِنَتِكُم وألوانِكُم، انّ في ذلك لايات للعالمين﴾(الروم:22).
فيا داعية اهل الشرك! ان البراهين التي تثبت مسلك التوحيد وتدل على قدير مطلق القدرة قوية كثيرة بقوة سلسلة الكائنات، اذ مادام خلق السموات والارض يدل على صانع قدير، ويدل على قدرته المطلقة، وعلى كمال تلك القدرة لديه، فلابد من استغناء مطلق عن الشركاء، اي لا حاجة الى شركاء في اية جهة كانت. فإذ لا احتياج - كما ترى - فَلِمَ اذن تنساق في هذا المسلك المظلم؟ ما الذي يدفعك الى الدخول هناك؟ وحيث لا حاجة الى شركاء، والكائنات كلها مستغنية عن الشركاء استغناءً مطلقاً فلا شك ان وجود شريك للالوهية والربوبية وفي الايجاد ايضاً ممتنع محال؛ لان القدرة التي يملكها صانع

لايوجد صوت