الكلمات | الموقف الثاني | 838
(837-866)

اثبت القرآن الكريم هذا، بما لا يحد من البراهين، الاّ انه يزيد من ذكر البراهين الظاهرة لعموم المخاطبين.
ففي قوله تعالى ﴿ولَئن سألتَهم مَن خَلَقَ السموات والارضَ لَيقولُنّ الله﴾(الزمر:38).. وقوله تعالى ﴿ومِن آياته خَلقُ السموات والارض واختلافُ ألسِنَتِكُم وألوانِكُم﴾(الروم:22) وامثالها من الآيات العديدة يعرض القرآن الكريم خلق السموات والارض برهاناً على الوحدانية بدرجة البداهة. فكل مَن يملك شعوراً مضطر الى تصديق خالقه في خلقه السموات والارض كما في قوله تعالى: ﴿ليقولُنّ الله﴾.
ولقد بينا في الموقف الاول بوضوح ختمَ التوحيد وسكّته على الموجودات، ابتداءً من ذرة واحدة الى السيارات والى السموات. فالقرآن الكريم يطرد الشرك وينفيه ابتداءً من النجوم والسموات وانتهاءً الى الذرات، بمثل هذه الآيات الجليلة، فيشير ويومىء الى:
أن القدير المطلق الذي خلق السموات والارض في نظام بديع لابد وان تكون المنظومة الشمسية - التي هي من دوائر مصنوعاته - في قبضته بالبداهة.
وما دام ذلك القدير المطلق يمسك الشمس وسياراتها في قبضته وينظمها ويسخّرها، ويديرها. فلابد ان الارض التي هي جزء من تلك المنظومة ومرتبطة بالشمس في قبضته سبحانه وضمن ادارته وتدبيره ايضاً.
وما دامت الكرة الارضية ضمن تدبيره سبحانه وضمن ادراته، فالبداهة تكون المصنوعات التي تُخلق وتكتب على وجه الارض التي هي بمثابة ثمرات الارض وغاياتها في قبضة ربوبيته سبحانه.
وما دامت جميع المصنوعات المنشورة والمنثورة على وجه الارض والتي تجمّلها وتزيّنها وتملؤها وتفرغها منها كل حين في قبضة قدرته وعلمه، وانها توزن وتنظم بميزان عدله وحكمته، وان جميع الانواع في قبضة قدرته سبحانه، فلابد ان افرادها المنتظمة المتقنة - التي كل منها بمثابة مثال مصغر للعالم وفهرس انواع

لايوجد صوت