الافتخار والامتنان والسرور وغيرها من المعاني المقدسة والشؤون المنزهة التي نعجز عن التعبير عنها، وهي سامية مقدسة بحيث اذا اتحدت جميع عقول البشر في عقل واحد لعجز عن بلوغ كنهها والاحاطة بها.
ومثلاً:
ان حاكماً عادلاً يجد لذة ومتعة عندما يأخذ حق المظلوم من الظالم ويجعل الحق يأخذ نصابه، ويفتخر لدى صيانته الضعفاء من شرور الاقوياء، وينسرّ لدى منحه كل فرد ما يستحقه من حقوق. فلك ان تقيس على هذا، المعاني المقدسة الواردة من احقاق الحكيم المطلق والعادل المطلق والقهار الجليل، الحقّ في الموجودات كافة، وليس على الجن والانس وحدهم. اي الحاصلة من منحه سبحانه وتعالى شروط الحياة في صورة حقوق الحياة للمخلوقات قاطبة، ولاسيما الاحياء باحسانه اليهم باجهزة تحافظ على حياتهم وبحمايتهم من اعتداء المعتدين وبايقافه الموجودات الرهيبة عند حدّها، ولاسيما المعاني المقدسة المنبعثة من التجلي الاعظم للعدالة الكاملة والحكمة التامة في الحشر الاعظم في الدار الآخرة على الأحياء كافة فضلاً عن الجن والانس.
وهكذا على غرار هذه الامثلة الثلاثة، ففي كل اسم من الف اسم من الاسماء الإلهية الحسنى طبقات حُسن وجمال وفضل وكمال كثيرة جداً، كما ان فيها مراتب محبة وفخر وعزة وكبرياء كثيرة جداً. ومن هنا قال الاولياء المحققون الذين حظوا باسم الودود: ان جوهر الكون كله هو المحبة وان حركة الموجودات بالمحبة، فقوانين الانجذاب والجذب والجاذبية التي تجرى في الموجودات انما هي آتية من المحبة. وقد قال احدهم:
كل ذرات الوجود في نشوة المحبة.
الفلك نشوان والملك نشوان
النجوم والسموات نشاوى