الكلمات | الموقف الثاني | 864
(837-866)

القمر والشمس نشويان والارض نشوى
والعناصر والنباتات والاشجار نشاوى.
بمعنى ان كل شئ نشوان من شراب المحبة بتجلي المحبة الإلهية، كل حسب استعداده، ومن المعلوم ان كل قلب يحب مَن يحسن اليه، ويحب الكمال الحقيقي ويعشق الجمال السامي ويزيد حبه لمن يحب مَن يحبهم ويشفق عليهم ويحسن اليهم.
ترى ما مدى العشق والمحبة التي تليق بمن له في كل اسم من اسمائه ألف كنز وكنز من الاحسان والانعام.. ومن يُسعد كل من نحبهم.. ومن هو منبع الوف انواع الكمالات.. ومن هو مبعث الوف طبقات الجمال.. ومن هو مسمى الف اسم واسم.. وهو الجميل ذو الجلال والمحبوب ذو الكمال.
ألا يفهم من هذا مدى الأحقية في نشوة الكون طراً بمحبته؟
ولأجل هذا السر قال قسم من الاولياء الذين نالوا شرف الحظوة باسم (الودود): (لمعة من محبة الله تغنينا عن الجنة).
ومن ذلك السر ايضاً، ورد في الحديث الشريف ما معناه: ان رؤية جمال الله في الجنة تفوق جميع لذائذ الجنة.
فكمالات المحبة ومزاياها هذه، انما تحصل ضمن دائرة الواحدية والاحدية باسمائه سبحانه وبمخلوقاته. بمعنى: ان ما يتوهم من كمالات خارج تلك الدائرة ليست كمالات قطعاً.
الرمز الخامس: خمس نقاط:
النقطة الاولى: يقول داعية اهل الضلال: لقد لُعنت الدنيا في احاديثكم(1)، وذُكرت انها جيفة، ونرى أن اهل الولاية واهل الحقيقة يحقرون الدنيا ويستهينون بها ويقولون: انها فاسدة، قذرة، بينما تبينها

(1) قال رسول الله y ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه وعالماً ومتعلماً)) راواه الترمذي وحسنه عن ابي هريرة موفوعاً ورواه الطبراني في الاوسط ورواه ابو نعميم والضياء .. ( باختصار عن كشف الخفاء 1 /412).

لايوجد صوت