الكلمات | الكلمة العاشرة | 120
(56-121)

ذيل رسالة الحشر

القطعة الأولى
من لاحقة الكلمة العاشرة وذيلها المهم
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ فَسُبْحَانَ الله حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبِحُونَ  وَلَهُ الْحَمْدُ فىِ السَّمواتِ وَاْلارْضِ وَعَشِيّاً وَحينَ تُظْهِرُونَ  يُخرِجُ الحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَىِّ وَيُحْيىِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرجونَ  وَمِنْ آيَاتِهِ اَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ اِذَآ اَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ  وَمِنْ آيَاتِه اَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ اَنْفُسِكُمْ اَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا اِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً اِنَّ في ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرونَ  وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّموَاتِ وَالاَرْضِ وَاْخْتِلافُ اَلْسِنَتِكُمْ وَالْوَانِكُمْ اِنَّ فى ذلِكَ لايَاتٍ لِلْعَالِمينَ  وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِالّيْلِ والنَّهَارِ وَاْبتغَآؤُكُمْ مِنْ فـَضْلِهِ اِنَّ فى ذلِكَ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ  وَمِنْ آيَاتِه يُريكُمُ اْلبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعَاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمآءِ مَآءً فَيُحْيى بِهِ اْلاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا اِنَّ فى ذلِكَ لايَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  وَمنْ آيَاتِهِ اَنْ تَقُومَ السَّمآءُ وَاْلاَرضُ بِاَمْرِه ثُمَّ اِذَا دَعَاكُمْ دَعْـوَةً مِنَ الاَرْضِ اِذا اَنْتُمْ تَخرُجُونَ  وَلَهُ مَنْ فىِ السَّمواتِ وَاْلارْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ  وَهُوَ الَّذى يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثمَّ

يُعيدُهُ وَهُوَ اَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمثَلُ الاَعْلى فىِ السَّمواتِ وَالارْضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الحَكِيمُ﴾ (الروم17 - 27)
سنُبيّن في هذا (الشعاع التاسع) برهاناً قوياً، وحجةً كبرى، لما تبينه هذه الآيات الكريمة من محور الايمان وقطبه، وهو الحشر، ومن البراهين السامية المقدسة الدالة عليه.
وانه لعناية ربانية لطيفة ان كتب (سعيد القديم)(1) قبل ثلاثين سنة في ختام مؤلّفه (محاكمات) الذي كتبه مقدمة لتفسير (اشارات الاعجاز في مظان الايجاز) ما يأتي:
المقصد الثاني: سوف يفسر آيتين تبيّنان الحشر وتشيران اليه.
ولكنه ابتدأ بـ: نخو(2) بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيم. وتوقف، ولم تتح له الكتابة.
فألف شكر وشكر للخالق الكريم وبعدد دلائل الحشر واماراته أن وفّقني لبيان ذلك التفسير بعد ثلاثين سنة. فأنعمَ سبحانه وتعالى عليّ بتفسير الآية الاولى:
﴿فَانْظُر اِلى آثَارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيىِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا اِنَّ ذَلِكَ لَمُحيىِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِِّ شَيءٍْ قَديرٌ﴾ (الروم: 50)
وذلك بعد نحو عشر سنوات، فأصبحت (الكلمة العاشرة) و (الكلمة التاسعة والعشرين) وهما حجتان ساطعتان قويتان اخرستا المنكرين الجاحدين..
وبعد حوالى عشر سنوات من بيان ذلك الحصن الحصين للحشر، أفاض عليّ سبحانه وتعالى وانعم بتفسير الآيات المتصدرة لهذا

(1) (سعيد القديم) هو اللقب الذي يطلقه النورسي على نفسه قبل قيامه بتأليف رسائل النور (1926) وقبل أن يأخذ (سعيد الجديد) على عاتقه مهمة انقاذ الايمان، ويستلهم من فيض القرآن الكريم رسائل النور. ــ المترجم.
(2) نخو: كلمة كردية باللهجة الكرمانجية الشمالية، تعني: فإذن. ــ المترجم.

لايوجد صوت