تعالى، والبعث بعد الموت حق، وان الجنة حق، والنار حق، وان الشفاعة حق، وان منكراً ونكيراً حق، وأنَّ الله يبعث من في القبور.
اشهد أن لا اِله اِلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
اللّهم صلّ على ألطف وأشرف واكمل وأجمل ثمرات طوبى رحمتك الذي أرسلته رحمةً للعالمين ووسيلة لوصولنا الى أزين واحسن وأجنى واعلى ثمرات تلك الطوبى المتدلية على دار الاخرة أي الجنّة.
اللّهم أجرنا وأجر والدينا من النار وأدخلنا وأدخل والدينا الجنّة مع الابرار بجاه نبيّك المختار... آمين.
فيا أيها الأخ القارئ لهذه الرسالة بانصاف! لا تقل لِمَ لا احيط فهماً بهذه الكلمة العاشرة.. لا تَغتَم ولا تتضايق من عدم الاحاطة بها، فان فلاسفة دهاة - امثال ابن سينا - قد قالوا: (الحشر ليس على مقاييس عقلية) اي (نؤمن به فحسب، اذ لا يمكن سلوك سبيله، وسبر غوره بالعقل) وكذلك اتفق علماء الاسلام بأن قضية الحشر قضية نقلية، أي ان أدلتها نقلية، ولا يمكن الوصول اليها عقلاً. لذا فان سبيلاً غائراً، وطريقاً عالياً سامياً في الوقت نفسه، لا يمكن ان يكون بسهولة طريق عام يمكن ان يسلكه كل سالك.
ولكن بفيض القرآن الكريم، وبرحمة الخالق الرحيم قد مُنَّ علينا السير في هذا الطريق الرفيع العميق، في هذا العصر الذي تحطم فيه التقليد وفسد الاذعان والتسليم. فما علينا اِلاّ تقديم آلاف الشكر الى البارى عز وجل على احسانه العميم وفضله العظيم، اذ ان هذا القدر يكفي لانقاذ ايماننا وسلامته. فلابد ان نرضى بمقدار فهمنا ونزيده بتكرار المطالعة.
هذا وان أحد اسرار عدم الوصول الى مسألة الحشر عقلاً هو ان الحشر الاعظم هو من تجلي (الاسم الاعظم)، لذا فان رؤية واراءة الافعال العظيمة الصادرة من تجلي الاسم الاعظم، ومن تجلي المرتبة العظمى لكل اسم من الاسماء الحسنى هي التي تجعل اثبات الحشر