الكلمات | الكلمة العاشرة | 116
(56-121)

مجموعها واتحادها معاً. فأي وهم يمكنه ان ينفذ من هذه الاسوار الاثنى عشر الحديد، بل الالماس المنيعة ليزعزع الايمان بالحشر المحصّن بالحصن الحصين؟
فالآية الكريمة ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ اِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾(لقمان:28) تفيد ان خلق جميع البشر وحشرهم سهل ويسير على القدرة الإلهية، كخلق انسان واحد وحشره. نعم، وهو هكذا حيث فصلت هذه الحقيقة في بحث (الحشر) من رسالة (نقطة من نور معرفة الله). اِلا اننا سنشير هنا الى خلاصتها مع ذكر الامثلة، ومن اراد التفصيل فليراجع تلك الرسالة.
فمثلاً: ولله المثل الاعلى- ولا جدال في الأمثال - ان الشمس مثلما تُرسل - ولو ارادياً - ضوءَها بسهولة تامة الى ذرة واحدة، فانها ترسله بالسهولة نفسها الى جميع المواد الشفافة التي لا حصر لها، وذلك بسر (النورانية).
وان أخذ بؤبؤ ذرّة شفافة واحدة لصورة الشمس مساوٍ لأخذ سطح البحر الواسع لها، وذلك بسر (الشفافية).
وان الطفل مثلما يمكنه ان يحرك دُميَتَه الشبيهة بالسفينة، يمكنه أن يحرّك كذلك السفينة الحقيقية، وذلك بسرّ (الانتظام) الذي فيها.
وأن القائد الذي يسيّر الجندي الواحد بامر (سِر)، يسوق الجيش باكمله بالكلمة نفسها، وذلك بسرّ (الأمتثال والطاعة).
ولو افترضنا ميزاناً حساساً جداً في الفضاء، بحيث يتحسس وزن جوزة صغيرة في الوقت الذي يمكن ان توضع في كفتيه شمسان. ووجدت في الكفتين جوزتان أو شمسان، فان الجهد المبذول لرفع احدى الكفتين الى الأعلى والاخرى الى الاسفل هو الجهد نفسه، وذلك بسر (الموازنة).
فما دام اكبر شئ يتساوى مع أصغره، وما لا يعــدّ من الاشياء يظهر كالشــئ الواحد في هذه المخلوقات والممكنات الاعتيادية - وهي ناقصة فانية - لما فيها من (النورانية والشفافية والانتظام

لايوجد صوت