الكلمات | الكلمة العاشرة | 57
(56-121)

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿فَانْظُرْ اِلى آثَارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيىِ اْلاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا اِنَّ ذَلِكَ
لَمُحْيىِ اْلمَوْتىَ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَديرٌ﴾(الروم:50)
يا أخي!
إِن رمتَ ايضاح أمر الحشر وبعضَ شؤون الآخرة على وجهٍ يُلائم فهمَ عامة الناس، فاستمع معي الى هذه الحكاية القصيرة.
ذهب اثنان معاً الى مملكة رائعة الجمال كالجنة (التشبيه هنا للدنيا) واذا بهما يَريان ان أهلها قد تركوا ابواب بيوتهم وحوانيتهم ومحلاتهم مفتوحة لا يهتمون بحراستها.. فالاموال والنقود في متناول الايدي دون ان يحميها أحد. بدأ أحدهما - بما سوّلت له نفسه - يسرق حيناً ويغصب حيناً آخر مرتكباً كل انواع الظلم والسفاهة، والاهلون لا يبالون به كثيراً.
فقال له صديقه:
- ويحك ماذا تفعل؟ انك ستنال عقابك، وستلقيني في بلايا ومصائب. فهذه الاموال أموال الدولة، وهؤلاء الأهلون قد اصبحوا - بعوائلهم واطفالهم - جنود الدولة أو موظفيها، ويُستخدمون في هذه الوظائف ببزّتهم المدنية، ولذلك لم يُبالوا بك كثيراً. إعلم أن النظام هنا صارم، فعيون السلطان ورقباؤه وهواتفه في كل مكان. أسرع يا صاحبي بالاعتذار وبادر الى التوسل.
ولكن صاحبه الأبله عاند قائلاً:
- دعني يا صاحبي، فهذه الاموال ليست أموال الدولة، بل هي أموال مشاعة، لا مالك لها. يستطيع كل واحد ان يتصرف فيها كما يشاء. فلا أرى ما يمنعني من الاستفادة منها، أو الانتفاع بهذه الاشياء الجميلة المنثورة امامي. واعلم اني لا اصدّق بما لا تراه عيناي...

لايوجد صوت