الكلمات | الكلمة العاشرة | 59
(56-121)

باستمرار، وسوف تفرغ نهائياً وتبدل بأخرى باقية دائمة، وينقل اليها الناس جميعاً فيثاب أو يُعاقب كلٌ حسب عمله).
ومرة اخرى تمرّد صديقه الخائن الحائر قائلاً:
- (أنا لا أؤمن ولا اصدق! فهل يمكن ان تُباد هذه المملكة العامرة، ويرحل عنها أهلُها الى مملكة اخرى؟) وعندها قال له صديقه الناصح الامين:
- (يا صاحبي ما دمتَ تعاند هكذا وتصرّ، فتعال أبين لك دلائل لا تعد ولا تحصى مجملةً في «اثنتي عشرة صورة» تؤكد لك ان هناك محكمة كبرى حقاً، وداراً للثواب والاحسان، واخرى للعقاب والسجن، وانه كما تفرغ هذه المملكة من أهلها يوماً بعد يوم، فسيأتي يوم تفرغ فيه منهم نهائياً وتباد كليّاً).
 الصورة الأولى
أمن الممكن لسلطنةٍ - ولاسيما كهذه السلطنة العظمى - أن لا يكون فيها ثوابٌ للمطيعين ولا عقاب للعاصين؟.. ولما كان العقاب والثواب في حكم المعدوم في هذه الدار..
فلابد اذن من محكمةٍ كبرى في دارٍ اخرى.
 الصورة الثانية
تأمل سير الاحداث والاجراءات في هذه المملكة، كيف يوزَّع الرزقُ رغداً حتى على أضعف كائن فيها وأفقره، وكيف ان الرعاية تامة والمواساة دائمة لجميع المرضى الذين لا معيل لهم. وانظر الى الاطعمة الفاخرة والاواني الجميلة والأوسمة المرصعة والملابس المزركشة.. فالموائد العامرة مبثوثة في كل مكان.. وانظر! الجميع يتقنون واجباتهم ووظائفهم اِلا أنت وأمثالك من البلهاء، فلا يتجاوز أحد حدّه قيد أنملة، فأعظم شخص يؤدي ما أنيط به من واجب بكل تواضع، وفي غاية الطاعة، تحت ظل جلال الهيبة والرهبة. اذن فمالِكُ هذه السلطنة ومليكها ذو كرم عظيم، وذو رحمة واسعة، وذو عزة شامخة، وذو غيرة جليلة ظاهرة، وذو شرف سامٍ. ومن المعلوم

لايوجد صوت