الكلمات | الكلمة العاشرة | 61
(56-121)

حسنه المستتر.
فلهذا السلطان اذن كمال باهر، وجمال معنوي زاهر، يبعثان على الاعجاب. ولاشك ان الكمال المستتر الذي لا نقص فيه يقتضي اعلانه على رؤوس الاشهاد من المعجبين المستحسنين، ويتطلب اعلانه امام انظار المقدّرين لقيمته. أما الجمال الخفي الذي لا نظير له، فيستلزم الرؤية والاظهار، أي رؤية جماله بوجهين.
احدهما: رؤيته بذاته جمالَه في كل ما يعكس هذا الجمال من المرايا المختلفة.
ثانيهما: رؤيته بنظر المشاهدين المشتاقين والمعجبين المستحسنين له. وهذا يعني ان الجمال الخالد يستدعي رؤية وظهوراً، مع مشاهدةٍ دائمةٍ، وشهودٍ أبدي.. وهذا يتطلب حتماً خلودَ المشاهدين المشتاقين المقدّرين لذلك الجمال، لأن الجمال الخالد لا يرضى بالمشتاق الزائل. ولأن المشاهد المحكوم عليه بالزوال يبدل تصور الزوال محبته عداءً، واعجابه استخفافاً، وتوقيره اهانةً، اذ الانسان عدو لما يجهل ولما يقصر عنه.. ولما كان الجميع يغادرون دور الضيافة هذه بسرعة ويغيبون عنها بلا ارتواء من نور ذلك الجمال والكمال، بل قد لا يرون اِلا ظلالاً خافتة منه عبر لمحات سريعة..
فالرحلة اذن منطلقة الى مشهد دائم خالد.
 الصورة الخامسة
تأمل، كيف ان لهذا السلطان - الذي لا نظير له - رأفة عظيمة تتجلى في خضم هذه الأحداث والامور، اذ يغيث الملهوف المستغيث، ويستجيب للداعي المستجير، واذا ما رأى أدنى حاجة لأبسط فرد من رعاياه فانه يقضيها بكل رأفة وشفقة، حتى انه يرسل دواءً او يهيئ بيطاراً لإسعاف قدم نعجة من النعاج.
هيا بنا يا صاحبي لنذهب معاً الى تلك الجزيرة، حيث تضم جمعاً غفيراً من الناس. فجميع اشراف المملكة مجتمعون فيها.. انظر فها هو ذا مبعوث كريم للسلطان متقلّد اعظم الأوسمة وأعلاها يرتجل خطبة

لايوجد صوت