الكلمات | الكلمة الخامسة عشرة | 239
(238-247)

واجناس الروحانيات. وكذا، بناء على اشارة بعض الروايات والآثار، وبمقتضى حكمة انتظام العالم يصح القول:
ان قسماً من الاجسام السيارة ابتداءً من الكواكب السيارة وانتهاء بالقطرات الدقيقة، مراكب لقسم من الملائكة، فهم يركبون تلك الاجسام ـ بإذن إلهي ـ ويتجولون في عالم الشهادة ويتفرجون عليه.
ويصح القول ايضاً: ان قسماً من الاجسام الحيوانية ابتداءً من طيور الجنة الموصوفة بـ (طير خضر) ـ كما ورد في الحديث الشريف(1) ـ وانتهاء بالذباب والبعوض في الارض، طيارات لجنس من الارواح، تدخل تلك الارواح في اجوافها باسم الله (الحق) وتشاهد عالم الجسمانيات، وتطل من نوافذ حواس تلك المخلوقات مشاهدة معجزات الفطرة الجسمانية.
فالخالق الكريم الذي يخلق باستمرار من التراب الكثيف والماء العكر مخلوقات ذوات ادراك منورة، وحياة نورانية لطيفة، لا ريب أن له مخلوقات ذوات ادراك وشعور يخلقها من بحر النور بل من بحر الظلمات، مما هو أليق للروح والحياة وأنسب لهما.بل هي موجودة بكثرة هائلة.
فان شئت فراجع رسالة (نقطة من نور معرفة الله جل جلاله) و (الكلمة التاسعة والعشرين) فيما يخص اثبات وجود الملائكة والروحانيات. فقد اثبتنا وجودهم اثباتاً جازماً قاطعاً.
 المرتبة الثانية:
ان الارض والسموات ذات علاقة بعضها ببعض، كعلاقة مملكتين لدولة واحدة، فبينهما ارتباط وثيق ومعاملات مهمة، فما هو ضروري للارض من الضياء والحرارة والبركة والرحمة وما

(1) عن عبدالله ابن مسعود قال : قال رسول الله y ((.. أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت)). مسلم كتاب الأمارة:121. ـ المترجم.

لايوجد صوت