الكلمات | الكلمة الخامسة عشرة | 242
(238-247)

ثم ان تحول الارض السريع، وتغيّرها الدائم ـ بناء على هذه الحكم المذكورة ـ يقتضي ان تطرأ على اهليها ايضاً تحولات مماثلة لها.
وكذا ان الارض مع محدوديتها، نالت من تجليات القدرة الإلهية المطلقة، وذلك بعدم تحديد قوى اهليها ذوي الشأن وهما الجن والانس؛ بحدّ فطري او قدٍّ خلقي كما هو في سائر ذوي الحياة. لذا غدت الارض معرضاً لرقي لا نهاية له ولتدنٍ لاغاية له. فابتداءً من الانبياء والاولياء وانتهاء بالنماردة الطغاة والشياطين ميدان واسع جداً للامتحان والاختبار.
ولما كان الأمر هكذا فان الشياطين المتفرعنة ستقذف السماء واهلها بشراراتها غير المحدودة.
 المرتبة الرابعة:
ان لرب العالمين وخالقها ومدبّر امرها ذي الجلال والاكرام، اسماء حسنى كثيرة، متغايرة احكامها، متفاوتة عناوينها. فالاسم والعنوان والصفة التي تقتضي ارسال الملائكة للقتال في صف الصحابة الكرام مع الرسول y لدى محاربة الكفار، هو الاسم نفسه والعنوان نفسه والصفة نفسها التي تقتضي ان تكون هناك محاربة بين الملائكة والشياطين، وان تكون هناك مبارزة بين السماويين الاخيار والارضيين الاشرار.
ان القدير الجليل المالك لأرواح الكفار وانفاسهم ونفوسهم في قبضة قدرته لا يفنيهم بأمر منه، ولا بصيحة، بل يفتح ميدان امتحان ومبارزة، بعنوان الربوبية العامة، وباسمائه الحسنى (الحكيم ، المدبّر).
فمثلاً (ولا مشاحة في الامثال): نرى أن السلطان له عناوين مختلفة واسماء متنوعة حسب دوائر حكومته، فالدائرة العدلية تعرفه باسم (الحاكم العادل) والدائرة العسكرية تعرفه باسم (القائد العام) بينما دائرة المشيخة تذكره باسم (الخليفة) والدائرة الرسمية تعرفه باسم (السلطان) والاهلون المطيعون للسلطان يذكرونه باسم (السلطان

لايوجد صوت