الكلمات | الكلمة الخامسة عشرة | 243
(238-247)

الرحيم) بينما العصاة يقولون انه (الحاكم القهار). وقس على هذا، فان ذلك السلطان الجليل المالك لناصية الاهلين كافة، لا يعدم بامرٍ منه شخصاً عاجزاً عاصياً ذليلاً، بل يسوقه الى المحكمة باسم الحاكم العادل، ثم ان ذلك السلطان الجليل لا يلتفت التفاتة تكريم الى احدٍ من موظفيه الجديرين بها حسب علمه به ولا يكرمه بهاتفه الخاص. بل يفتح ميدان مسابقة، ويهئ له استقبالاً رسمياً، يأمر وزيره ويدعو الاهلين الى مشاهدة المسابقة، ثم يكافئ ذلك الموظف بعنوان هيئة الدولة وادارة الحكومة. فيعلن مكافأته في ذلك الميدان نظير استقامته، اي يكرمه ويتفضل عليه امام جموع غفيرة من اشخاص سامين، بعد امتحان مهيب، لإثبات جدارته امامهم.
وهكذا (وَلله اْلمَثَلُ الاَعْلى) فلله سبحانه وتعالى اسماء حسنى كثيرة، وله شؤون وعناوين كثيرة جداً، وله تجليات جلالية وظواهر جمالية. فالاسم والعنوان والشأن الذي يقتضي وجود النور والظلام، والصيف والشتاء، والجنة والنار، يقتضي شمول قانون المبارزة نوعاً ما وتعميمه ايضاً كقانون التناسل وقانون المسابقة وقانون التعاون كامثاله من القوانين العامة الشاملة اي يقتضي شمول قانون المبارزة ابتداءً من المبارزة بين الالهامات والوساوس الدائرة حول القلب وانتهاء الى المبارزة الحاصلة بين الملائكة والشياطين في آفاق السموات.
 المرتبة الخامسة:
لما كان هناك ذهاب من الارض الى السماء والعودة منها، فالنزول من السماء والصعود اليها وارد ايضاً، بل اللوازم والضروريات الارضية تُرسل من هناك.
وحيث ان الارواح الطيبة تنطلق الى السماء من الارض، فلابد أن تتشبث الارواح الخبيثة وتحاول تقليد الطيبين منها في الذهاب الى السموات، وذلك للطافتها وخفتها، ولابد الاّ يقبلها اهل السماء، بل يطردونها لما في طبعها من شؤم وشر.

لايوجد صوت