الكلمات | الكلمة السادسة عشرة | 248
(248-260)

الكلمة السادسة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿انما اَمُرهُ اِذَا ارادَ شيئاً اَن يقولَ لهُ كُنْ فيكون  فسُبْحان الذي بيده ملكوتُ كلِّ شيءٍ واليهِ تُرجعون﴾ (يس: 82 ـ 83)

كتبت هذه الكلمة لتمنح نفسي العمياء بصيرة، ولتبدد الظلمات من حولها، ولتكون مبعثاً لاطمئنانها، وذلك باراءتها اربع أشعات من نور هذه الآية الكريمة.
 الشعاع الاول:
يا نفسي الجاهلة تقولين: أن أحدية ذات الله سبحانه وتعالى، مع كلية أفعاله.. ووحدة ذاته مع عمومية ربوبيته دون معين.. وفرديته مع شمول تصرفاته دون شريك.. وحضوره في كل مكان مع تنزّهه عن المكان.. ورفعته المطلقة مع قربه الى كل شئ.. ووحدانيته مع ان كل شئ في قبضته بالذات.. جميعها من الحقائق القرآنية.. وتقولين: ان القرآن حكيم، والحكيم لا يحمّل العقل ما لايقبله. بيد أن العقل يرى منافاة ظاهرة في هذه الامور. لذا اطلب ايضاحاً يسوق العقل الى التسليم.
الجواب: مادام الأمر هكذا، وتطلبين ذلك لبلوغ الاطمئنان، فاننا نقول مستندين الى فيض القرآن الكريم:
ان اسم (النور) وهو من الاسماء الحسنى قد حلّ كثيراً من مشكلاتنا، ويحلّ باذن الله هذه المسألة ايضاً.
نقول كما قال الامام الرباني احمد الفاروقي السرهندي، منتقين طريق التمثيل الواضح للعقل والمنور للقلب:

لايوجد صوت