الكلمات | الكلمة السادسة عشرة | 249
(248-260)

نة شـبم نة شـب ثرسـتم مـن غلام شمسم از شمس مى ﮔويم خبر(1)
لما كان التمثيل اسطع مرآة عاكسة لإعجاز القرآن، فنحن ايضاً سننظر الى هذا السر من خلال التمثيل وذلك:
ان شخصاً واحداً يكسب صفة كلية بوساطة مرايا مختلفة، فبينما هو جزئي حقيقي يصبح بمثابة كلي مالك لشؤون شاملة عامة، فمثلاً:
الشمس، وهي جزئي مشخّص، ولكن بوساطة الاشياء الشفافة تصبح بحكم الكلي حتى انها تملأ سطح الارض بصورها وانعكاساتها، بل تكون لها من الجلوات بعدد القطرات والذرات الساطعة.
وحرارة الشمس وضياؤها، وما فيه من الوان سبعة، يحيط كل منها بالاشياء التي تقابلها ويشملها ويعمّها وفي الوقت نفسه فان كل شئ شفاف يخبئ في بؤبؤ عينه ـ مع صورة الشمس ـ الحرارة والضياء والالوان السبعة ايضاً، جاعلاً من قلبه الطاهر عرشاً لها.
بمعنى ان الشمس مثلما تحيط بصفة واحديتها بجميع الاشياء التي تقابلها، فهي من حيث أحديتها توجد بنوعٍ من تجلي ذاتها في كل شئ مع (خاصيتها) واوصافها الكثيرة.
وما دمنا قد انتقلنا من التمثيل الى التمثّل، فسنشير الى ثلاثة انواع من التمثيل ليكون محور مسألتنا هذه.
اولها: الصور المنعكسة للاشياء المادية الكثيفة، هي غيرٌ وليست عيناً، وهي موات وليست مالكةً لأية خاصية غير هويتها الصورية الظاهرية.
فمثلاً: اذا دخلتَ ـ يا سعيد ـ الى مخزن المرايا، فيكون سعيدٌ واحد

(1) بيت بالفارسية يعني: لست ليلاً ولستُ عابد ليل أنا خادم شمس الحقيقة ومنها آتيكم بالخبر.
ولعل المقصود: ان الامور واضحة جلية عندي لا لبس فيها قطعاً. ــ المترجم.

لايوجد صوت