الكلمات | الكلمة السادسة عشرة | 250
(248-260)

ألف سعيد، ولكن الذي يملك الحياة من هذه الالوف، هو أنت فقط لا غير، والبقية أموات ليست لهم خواص الحياة.
ثانيها: الصور المنعكسة للنورانيات المادية؛ هذه الصور المنعكسة ليست عيناً، وليست غيراً في الوقت نفسه، اذ لا تستوعب ماهية النوراني المادية، ولكنها مالكة لأكثر خواص ذلك النوراني، فتعتبر ذات حياة مثله.
فمثلاً: عندما تنشر الشمس اشعتها على الكرة الارضية تظهر صورتها في كل مرآة، فكل صورة منعكسة منها تحمل ما يماثل خصائص الشمس، من ضوء والوان سبعة. فلو افترضت الشمس ذات شعور، واصبحت حرارتها عين قدرتها، وضياؤها عين علمها، والوانها السبعة صفاتها السبع، لكانت توجد تلك الشمس الوحيدة الفريدة في كل مرآة، في اللحظة نفسها، ولاتخذت من كل منها عرشاً لها يخصها، ومن كل منها نوعاً من هاتف، فلا يمنع شئ شيئاً. ولأمكنها ان تقابل كلاً منا بالمرآة التي في ايدينا، ومع اننا بعيدون عنها، فانها اقرب الينا من انفسنا.
ثالثها: الصور المنعكسة للارواح النورانية؛ هذه الصور حية، وهي عينٌ في الوقت نفسه، ولكن لأن ظهورها يكون وفق قابليات المرايا، فالمرآة لا تسع ماهية الروح بالذات. فمثلاً: في الوقت الذي كان سيدنا جبريل عليه السلام يحضر في مجلس النبوة على صورة الصحابي دحية الكلبي، كان يسجد في الحضور الإلهي باجنحته المهيبة امام العرش الاعظم، وهو في اللحظة نفسها موجود في اماكن لا تعدّ ولا تحصى، اذ كان يبلّغ الاوامر الآلهية. فما كان فعلٌ يمنع فعلاً.
ومن هذا السر نفهم كيف يسمع الرسول y ، صلوات امته كلها، في الانحاء كافة، في الوقت نفسه، اذ ماهيته نور وهويته نورانية.. ونفهم كذلك كيف انه y يقابل الاصفياء يوم القيامة في وقت واحد، فلا يمنع الواحدُ الآخر.. بل حتى الاولياء الذين اكتسبوا مزيداً من النورانية والذين يطلق عليهم اسم (الابدال) هذا القسم يقال انهم

لايوجد صوت