المقام الثاني
من الكلمة السابعة عشرة (1)
(انما الشكوى بلاء)
دع الصُراخ يا مسكين، وتوكل على الله في بلواك.
انما الشكوى بلاء.
بل بلاء في بلاء، واثام في اثام وعناء.
اذا وجدتَ مَن ابتلاك،
عاد البلاء عطاء في عطاء، وصفاء في صفاء.
دع الشكوى، واغنم الشكر. فالازهار تبتسم من بهجة عاشقها البلبل.
فبغير الله دنياك آلام وعذاب، وفناء وزوال، وهباء في هباء.
فتعال، توكل عليه في بلواك!
ما لكَ تصرخ من بلية صغيرة، وانت مثقلٌ ببلايا تسع الدنيا.
تبسّم بالتوكل في وجه البلاء، ليبتسم البلاء.
فكلما تبسّم صغُر وتضاءل حتى يزول.
ايها المغرور اعلم!
(1) هذه القطع الواردة في المقام الثاني جاءت بما يشبه الشعر إلاّ انها ليست شعراً، ولم يُقصد نظمها، بل ان كمال انتظام الحقائق جعلها تتخذ شكلاً شبيهاً بالنظم. ــ المؤلف.
اما في الترجمة، فقد اقتصرنا على المعنى وحده.ــ المترجم.