(غرباء الحيرة)
[ على قمة شجرة التوت الاسود المباركة، ذكر سعيد القديم بلسان سعيد الجديد هذه الحقائق ].
مخاطبي ليس (ضياء باشا(1)) بل المفتونون باوروبا.
والمتكلم ليس نفسي، بل قلبي تلميذ القرآن.
ان (الكلمات) السابقة حقائق. اياك ان تحار، احذر ان تجاوز حدّها
لا تُزغ، ولا تصغِ الى فكر الاجانب، انه ضلال، يسوقك الى الندم.
ألا ترى الأوسعَ فكراً والأحدَّ نظراً يقول دوماً في حيرته:
آه! وا أسفى! ممن اشكو، ولمن! فقد ذهلت!
وأنا أقول ولا اتردد فالقرآن ينطقني:
اشكو منه اليه، ولا اتحير مثلك!
استغيث من الحق بالحق، لا أتجاوز حدّي.
ادعو من الارض الى السماء، ولا اهرب مثلك!
(1) شاعر تركي (1825 ــ 1880) كان من دعاة التجديد، دخل جمعية العثمانيين الجدد، هاجر الى باريس. له ديوان (ظفرنامه) و (خرابات) في ثلاث مجلدات، جمع فيها من عيون شعر الديوان. كان يتمتع بذكاء خارق ولكنه حار أمام الحكمة الإلهية الجارية في الكون، وكان يعاني من حيرته هذه معاناة أي معاناة. (ينى لغات). ــ المترجم.