الكلمات | المقام الثاني | 324
(324-346)

المقام الثاني
من الكلمة العشرين
لمعة اعجاز قرآني تتلألأ على وجه معجزات الانبياء
(أنعم النظر في الجوابين المذكورين في الختام)
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلاّ في كتابٍ مبين﴾(الانعام:59)
لقد كتبتُ قبل أربع عشرة سنة(1) بحثاً يخص سراً من أسرار هذه الآية الكريمة في تفسيري الذي كتبته باللغة العربية الموسوم بـ (اشارات الاعجاز في مظان الايجاز) والآن استجابة لطلب أخوين كريمين عزيزين عندي اكتب ايضاحاً باللغة التركية لذلك البحث، مستعيناً بتوفيق العلي القدير ومستلهماً من فيض القرآن الكريم، فأقول:
ان (كتاب مبين) - على قول - هو القرآن الكريم. فهذه الآية الكريمة تبيّن أنه: ما من رطب ولا يابس إلاّ وهو في القرآن الكريم.
أتراه كذلك؟
-نعم! ان في القرآن كل شئ. ولكن لا يستطيع كل واحد أن يرى فيه كلَّ شئ. لأن صور الاشياء تبدو في درجات متفاوتة في القرآن الكريم، فأحياناً توجد بذور الشئ أو نواه، واحياناً مجمل الشئ أو خلاصته، واحياناً دساتيره، واحياناً توجد عليه علامات. ويرد كل من هذه الدرجات؛ اما صراحة أو اشارة أو رمزاً أو ابهاماً أو تنبيهاً. فيعبّر القرآن الكريم عن اغراضه ضمن أساليب بلاغته، وحسب الحاجة، وبمقتضى المقام والمناسبة.
 فمثلاً: ان الطائرة والكهرباء والقطار واللاسلكي وامثالها من

(1) المقصود السنة الاولى من الحرب العالمية الاولى. ــ المترجم.

لايوجد صوت