الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 597
(487-598)

توغلوا في بواطن الامور واعتمدوا على مشهوداتهم من دون اتباع السنة النبوية، فرجعوا من اثناء الطريق، وترأسوا جماعة وشكلوا لهم فرقةً ضالة.. هؤلاء قد زلّوا الى مثل هذه البدع والضلالة وساقوا البشرية الى مثل هذه السبل الضالة لانهم لم يستيطعوا ان يحافظوا على تناسق الحقائق وموازنتها.
إن عجز جميع هؤلاء يبين اعجازاً للآيات القرآنية.
الخاتمة
لقد مضت لمعتان اعجازيتان من لمعات اعجاز القرآن، في الرشحة الرابعة عشرة من الكلمة التاسعة عشرة وهما حكمة التكرار في القرآن، وحكمة اجماله في مضمار العلوم الكونية، وتبين بوضوح هناك ان كلاً منهما منبع من منابع الاعجاز بخلاف ما يظن بعض الناس انهما سبب نقص وقصور كما قد وضحت بجلاء لمعةٌ من اعجاز القرآن التي تتلألأ على وجه معجزات الانبياء عليهم السلام، وذلك في المقام الثاني من الكلمة العشرين، وذكرت كذلك امثال هذه اللمعات في سائر (الكلمات) وفي رسائلي العربية. فنكتفي بها، ولكن نقول: ان معجزة قرآنية اخرى هي:
كما ان معجزات الانبياء بمجموعها أظهرت نقشاً من نقوش اعجاز القرآن، فان القرآن كذلك بجميع معجزاته معجزة للرسول عليه الصلاة والسلام، وان معجزاته y جميعها ايضاً هي معجزة قرآنية. اذ انها تشير الى نسبة القرآن الى الله سبحانه وتعالى، أي أنه كلام الله. وبظهور هذه النسبة تكون كل كلمة من كلمات القرآن معجزة، لأن الكلمة الواحدة آنذاك يمكن أن تتضمن بمعناها شجرة من الحقائق فهي بمثابة النواة.. ويمكن ان تكون ذات علاقة مع جميع اعضاء الحقيقة العظمى، بمثابة مركز القلب.. ويمكن أن تنظر وتتوجه بحروفها وهيئتها وكيفيتها وموقعها الى مالا يحد من الامور وذلك لاستنادها الى علم محيط وارادة غير متناهية.

لايوجد صوت