الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 628
(628-646)

الكلمة السادسة والعشرون
رسالة القدر
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿واِنْ مِنْ شيءٍ الاّ عندنا خزائنُهُ وما نُنَزّله اِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلومٍ﴾(الحجر:21)
﴿وكلّ شيءٍ اَْحْصَيناه في إمامٍ مُبينٍ﴾(يس:12)
[ القدر الإلهي والجزء الاختياري مسألتان مهمتان. نحاول حلّ بعض اسرارهما في اربعة مباحث تخص القدر]

المبحث الاول
ان القدر والجزء الاختياري جزءان من ايمان حالي ووجداني، يبيّن نهاية حدود الايمان والاسلام، وليسا مباحث علمية ونظرية.
اي: ان المؤمن يعطي لله كل شئ، ويحيل اليه كل أمر، وما يزال هكذا حتى يحيل فعله ونفسه اليه.ولكي لا ينجو في النهاية من التكليف والمسؤولية يبرز امامه الجزء الاختياري قائلاً له: (انت مسؤول، أنت مكلّف)!
ثم انه لكي لا يغتر بما صدر عنه من حسنات وفضائل، يواجهه القدر، قائلاً له: (اعرف حدّك، فلست انت الفاعل).
اجل! ان القدر والجزء الاختياري هما في اعلى مراتب الايمان والاسلام قد دخلا ضمن المسائل الايمانية، لانهما ينقذان النفس الانسانية.. فالقدر ينقذها من الغرور، والجزء الاختياري ينجيها من الشعور بعدم المسؤولية. وليسا من المسائل العلمية والنظرية التي تفضي الى ما يناقض سر القدر وحكمة الجزء الاختياري كلياً بالتشبث بالقدر للتبرئة من مسؤولية السيئات التي اقترفتها النفوس

لايوجد صوت