الكلمات | الكلمة السادسة والعشرون | 630
(628-646)

التسبب والسؤال هما من النفس الانسانية بحيث تتحمل المسؤولية عنها. أما الخلق والايجاد الخاص به سبحانه وتعالى فهو جميل، لأن له ثمرات اخرى جميلة، ونتائج شتى جميلة، فهو خير.
ومن هذا السر يكون خلق الشر ليس شراً، وانما كسب الشر شر، اذ لا يحق لكسلان قد تأذى من المطر - المتضمن لمصالح غزيرة - ان يقول:المطر ليس رحمة.
نعم! ان في الخلق والايجاد خيراً كثيراً مع تضمنه لشر جزئي، وان ترك خير كثير لأجل شر جزئي، يحدث شراً كثيراً، لذا فان ذلك الشــر الجزئي يعدّ خيــراً وفي حكمه. فليس في الخلق الإلهي شرٌ ولا قبح، بل يعود الشر الى كسب العبد والى استعداده.
وكما ان القدر الإلهي منزّه عن القبح والظلم، من حيث النتيجة والثمرات، كذلك فهو مقدّس عن القبح والظلم من حيث العلة والسبب، لأن القدر الإلهي ينظر الى العلل الحقيقية، فيعدل. بينما الناس يبنون احكامهم على ما يشاهدونه من علل ظاهرة فيرتكبون ظلماً ضمن عدالة القدر نفسه.
فمثلاً: هب ان حاكماً قد حكم عليك بالسجن بتهمة السرقة، وانت برئ منها، ولكن لك قضية قتل مستورة لا يعرفها الاّ الله.
فالقدر الإلهي قد حكم عليك بذلك السجن، وقد عدل من أجل ذلك القتل المستور عن الناس. أما الحاكم فقد ظلمك، حيث حكم عليك بالسجن بتهمة السرقة وانت منها برئ.
وهكذا ففي الشئ الواحد تظهر جهتان، جهة عدالة القدر والايجاد الإلهي، وجهة ظلم البشر وكسبه. قس بقية الامور على هذا.
اي ان القدر والايجاد الإلهي منزّهان عن الشر والقبح والظلم، باعتبار المبدأ والمنتهى والاصول والفروع والعلل والنتائج.
 واذا قيل:
ما دام الجزء الاختياري لا قابلية له في الايجاد، ولا يوجد في يد الانسان غير الكسب الذي هو في حكم امر اعتباري، فكيف يكون اذن

لايوجد صوت