الكلمات | ذيلرسالة الاجتهاد | 666
(664-677)

كانت بنور النبوة، إذ كانوا يصحبونه في حالة كونه نبياً رسولاً. اما الاولياء الصالحون فان رؤيتهم له y انما هي بعد وفاته، اي بعد انقطاع الوحي، فهي صحبة بنور الولاية، اي ان تمثل الرسول y وظهوره لنظرهم انما هو من حيث الولاية الاحمدية، وليس باعتبار النبوة.
فما دام الامر هكذا، فلا بد ان تتفاوت الصحبتان بمقدار سمو درجة النبوة وعلوها على مرتبة الولاية.
ولكي يتوضح ما للصحبة النبوية من تأثير خارق ونور عظيم، يكفي ملاحظة ما يأتي:
بينما اعرابي غليظ القلب يئد بنته بيده، اذا به يكسب خلال حضوره مجلس الرسول y ومن صحبته ساعة من الزمان، رقة قلب وسعة صدر وشفافية روح ما يجعله يتحاشى قتل نملة صغيرة.
أو آخر يجهل شرائع الحضارة وعلومها، يحضر مجلس الرسول الكريم y فيصبح معلماً لأرقى الامم المتحضرة - كالهند والصين - ويحكم بينهم بالقسطاس المستقيم، ويغدو لهم مثلاً اعلى وقدوة طيبة.
 الحكمة الثانية:
لقد اثبتنا في رسالة (الاجتهاد) ان الصحابة الكرام هم في قمة الكمال الانساني، حيث ان التحول العظيم الذي احدثه الاسلام في مجرى الحياة في ذلك الوقت، سواء في المجتمع او في الفرد، قد ابرز جمال الخير والحق واظهر نصاعتهما الباهرة، وكشف عن خبث الشر والباطل وبيّن سماجتهما وقبحهما، حتى انجلى كل من الحق والباطل والصدق والكذب بوضوح تام، يكاد المرء يلمسه لمس اليد، وانفرجت المسافة بين الخير والشر وبين الصدق والكذب، ما بين الايمان والكفر، بل ما بين الجنة والنار.
لذا فالصحابة الكرام رضى الله عنهم الذين وُهبوا فطراً سليمة ومشاعر سامية، وهم التواقون لمعالي الامور ومحاسن الاخلاق شدوا

لايوجد صوت