الكلمات | ذيلرسالة الاجتهاد | 667
(664-677)

انظارهم الى الذي تسنَّم قمة اعلى عليي الكمال والداعي الى الخير والصدق والحق، بل هو المثال الاكمل والنموذج الاتم، ذلكم الرسول الكريم حبيب رب العالمين محمد y، فبذلوا كل ما وهبهم الله سبحانه من قوة للانضواء تحت لوائه، بمقتضى سجيتهم الطاهرة وجبلتهم النقية، ولم يُر منهم اي ميل كان الى اباطيل مسيلمة الكذاب الذي هو مثال الكذب والشر والباطل والخرافات.
ولتوضيح الامر نسوق هذا المثال:
تعرض احياناً في سوق الحضارة البشرية ومعرض الحياة الاجتماعية اشياء لها من الآثار السيئة المرعبة والنتائج الشريرة الخبيثة ما للسم الزعاف للمجتمع. فكل من كانت له فطرة سليمة ينفر منها بشدة ويتجنبها ولا يقربها.. وتعرض كذلك اشياء اخرى وامتعة معنوية في السوق نفسها، لها من النتائج الطيبة والآثار الحسنة ما يستقطب الانظار اليها، وكأنها الدواء الناجع لامراض المجتمع، لذا يسعى نحوها المفطورون على الخير والصلاح.
وهكذا، ففي عصر النبوة السعيد وخير القرون على الاطلاق، عرضت في سوق الحياة الاجتماعية امور. فبديهي ان يسعى الصحابة الكرام نحو الصدق والخير والحق لما يملكون من فطر صافية وسجايا سامية، وبديهي كذلك ان ينفروا ويتجنبوا كل ماله نتائج وخيمة وشقاء الدنيا والآخرة كالكذب والشر والكفر، فالتفوا حول راية الرسول الكريم y وتجنبوا مهازل مسيلمة الكذاب الذي يمثل الكذب والشر والباطل.
بيد ان الامور تغيرت تدريجياً وبمرور الزمن فلم تبق على حالها كما هي في قرون الخير، فتقلصت المسافة بين الكذب والصدق رويداً رويداً كلما اقتربنا الى عصورنا الحاضرة حتى اصبحا مترادفين متكاتفين في العصر الحاضر، فصار الصدق والكذب يعرضان معاً في معرض واحد، ويصدران معاً من مصدر واحد ففسدت الاخلاق الاجتماعية واختلت موازينها. وزادت الدعايات السياسية اخفاء قبح

لايوجد صوت