الكلمات | ذيلرسالة الاجتهاد | 676
(664-677)

ذلك تسير الكثرة الكاثرة من اللطائف جنوداً في ركب عظيم وفي ميدان واسع فسيح، كما هو لدى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
والاّ فان ترك القلب جنوده دارجاً وحده لانقاذ نفسه، ليس من الفخر والاعتزاز، بل هو نتيجة اضطرار ليس الاّ.
السؤال الرابع: من اين ينشأ ادعاء الافضلية تجاه الصحابة الكرام؟ ومن هم الذين يثيرون هذا الادعاء؟ ولماذا تثار هذه المسائل في الوقت الحاضر؟ ومن اين ينبعث ادعاء بلوغ المجتهدين العظام؟
الجواب: ان الذين يقولون بهذه المسائل هم قسمان:
قسم منهم: رأوا بعض الاحاديث الشريفة ونشروها كي يحفزوا الشوق لدى المتقين واهل الصلاح في هذا الوقت ويرغّبوهم في الدين.. فهؤلاء هم اهل دين وعلم، وهم مخلصون. وليس لنا ما نعلق به عليهم، وهم قلة وينتبهون بسرعة.
اما القسم الآخر: فهم اناس مغرورون جداً، ومعجبون بانفسهم ايما اعجاب، يريدون ان يبثوا انسلاخهم من المذاهب الفقهية تحت ادعاء انهم في مستوى المجتهدين العظام، بل يحاولون امرار الحادهم وانسلاخهم من الدين بادعاء انهم في مستوى الصحب الكرام، فهؤلاء الضالون قد وقعوا:
اولاً: في هاوية السفاهة حتى غدوا معتادين عليها، ولا يستطيعون ان يتركوا ما اعتادوه، وينهضوا بتكاليف الشرع التي تردعهم عن السفاهة. فترى احدهم يبرر نفسه قائلاً: (ان هذه المسائل انما هي مسائل اجتهادية، والمذاهب الفقهية متباينة في امثال هذه المسائل، وهم رجال قد اجتهدوا ونحن ايضاً رجال امثالهم، يمكننا ان نجتهد مثلهم، فلربما يخطأون مثلنا، لذا نؤدي العبادات بالشكل الذي يروق لنا نحن، اي لسنا مضطرين الى اتباعهم!!). فهؤلاء التعساء يحلُّون ربقة المذاهب عن انفسهم بهذه الدسيسة الشيطانية. فما أوهاها من دسيسة وما ارخصها من تبرير! وقد اثبتنا ذلك في رسالة (الاجتهاد).
ثانياً: انهم عندما رأوا ان دسيستهم لا تكمل حلقاتها عند حد التعرض للمجتهدين العظام بدأوا يتعرضون للصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، حيث ان المجتهدين يحملون النظريات الدينية وحدها،

لايوجد صوت