الكلمات | ذيلرسالة الاجتهاد | 674
(664-677)

من ايمانكم وتمده وتعززه، فضلاً عن انكم ترون - بعين العقل - شخصية الرسول الكريم المعنوية y المنورة بانوار الاسلام وحقائق القرآن، تلك الشخصية المهيبة بألفٍ من معجزاته الثابتة..أفيوازن ايمانكم هذا مع ايمانهم العــظيم؟. فاين ايمانــكم الذي يـهوي في شباك الشبهات بمجرد كلام يطلقه فيلـسـوف مــادي اوربــي، من ايمانــهم الذي كــان كالطود الشـــامـخ لا يتزعزع امام الاعاصير التي يثيرها جميع اهل الكفر والالحاد واليهود والنصارى والحكماء؟
فيا ايها المدعي! اين ايمانك الواهي الذي قد لا يقوى لاداء الفرائض على وجهها من صلابة وقوة ايمانهم وعظيم تقواهم وصلاحهم الذي بلغ مرتبة الاحسان؟
اما ما ورد في الحديث الشريف بما معناه ان الذين لم يروني وآمنوا بي هم افضل منكم(1).. فهو يخص الفضائل الخاصة، وهو بحق بعض الاشخاص. بينما بحثنا هذا هو في الفضائل الكلية وما يعود الى الاكثرية المطلقة.
السؤال الثاني: يقولون:
ان الاولياء الصالحين واصحاب الكمال قد تركوا الدنيا وعافوا ما فيها، بمضمون ما ورد في حديث شريف: (حب الدنيا رأس كل خطيئة)(2)، بينما الصحابة الكرام قد اخذوا بامور الدنيا واقبلوا عليها ولم يدَعوها، بل قد سبق قسم منهم اهل الحضارة في اخذهم بمتطلبات الدنيا. فكيف تقول: ان اصغر صحابي من امثال هؤلاء هو كأعظم ولي من اولياء الله الصالحين؟
الجواب: لقد اثبتنا اثباتاً قاطعاً في الموقف الثاني والثالث من

(1) لعل المقصود الحديث: ( وددتُ انّي قد رأيت اخواننا، قالوا: يا رسول الله ألسنا اخوانك! قال: بل انتم اصحابي واخواني الذين لم يأتوا بعدُ..) الى اخر الحديث. رواه مسلم 4306 والنسائي واحمد، وابن ماجه ومالك وكلهم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. - المترجم.
(2) رواه البيهقي في الشعب باسناد حسن الى الحسن البصري رفعه مرسلاً (كشف الخفاء، وفيه تفصيل) ورمز السيوطي لضعفه (فيض القدير للمناوي 3/168 ) . - المترجم.

لايوجد صوت