الكلمات | ذيلرسالة الاجتهاد | 672
(664-677)

عبادة الاولياء - بعد فناء النفس - تصبح يسيرة وسهلة.
الوجه الثالث:
لا يمكن ادراك الصحابة الكرام في فضائل الاعمال وثواب الافعال وجزاء الاخرة، لان الجندي المرابط لساعة من الزمن في ظروف صعبة تحيطه، وفي موقع مهم مخيف، يكسب فضيلة وثواباً يقابل سنة من العبادة، واذا اصيب بطلقة واحدة في دقيقة واحدة، فانه يسمو الى مرتبة لا يمكن بلوغها في مراتب الولاية الا في اربعين يوماً على اقل تقدير. كذلك الامر في جهاد الصحابة الكرام عند ارساء دعائم الاسلام، ونشر احكام القرآن، واعلانهم الحرب على العالم اجمع باسم الاسلام، فهو مرتبة عظيمة وخدمة جليلة لا ترقى سنة كاملة من العمل لدى غيرهم الى دقيقة واحدة من عملهم، بل يصح ان يقال:
ان دقائق عمر الصحابة الكرام جميعها - في تلك الخدمة المقدسة - انما هي بمثل الدقيقة التي استشهد فيها الجندي، وان ساعات عمرهم كلها هي بمثل الساعة لذلك الجندي الفدائي المرابط في موقع خطر مرعب. فالعمل قليل، الا ان الاجـر عظيـم والثواب جزيل، والاهمية جليلة.
نعم! ان الصحابة الكرام انما يمثلون اللبنة الاولى في تأسيس صرح الاسلام، وهم الصف الاول في نشر انوار القرآن، فلهم اذن قسط وافر من جميع حسنات الامة، حسب قاعدة (السبب كالفاعل). فالامة الاسلامية اثناء ترديدها: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه وسلم) انما تبين ماللآل والصحب الكرام من حظ وافر في حسنات الامة جميعها.
ولكي نوضح ما يترتب من نتائج عظيمة على اثر ضئيل في البداية نسوق الامثلة الآتية:
خاصية صغيرة مهمة في جذر النبات تأخذ صورة عظيمة في اغصانها، فتلك الخاصية في الجذر اذن هي اعظم من اعظم غصن.. وارتفاع ضئيل في البداية يكون تدريجياً عظيماً في النهاية.. وان

لايوجد صوت