بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿وبشّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات اَنّ لَهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهارُ كلّما رُزقُوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزقنا من قبلُ واُتوا به مُتشابهاً ولهم فيها أزواجٌ مطهّرةٌ وهم فيها خالدون﴾(البقرة: 25)
(هذه أجوبة قصيرة عن عدد من اسئلة تدور حول الجنة الخالدة).
ان آيات القرآن الكريم التي تخص الجنة، هي أجمل من الجنة، وألطف من حورها، وأحلى من سلسبـيلها. هذه الآيات البينات لم تدع مزيداً لكلام. لذا نضع درجات سلّمٍ، تقريباً لتلك الآيات الساطعة الأزلية الرفيعة الجميلة للفهم. فنذكر باقة من مسـائل لطـيفة هي نماذج أزاهيرٍ من جنـة القرآن. ونشير اليها في خمسة رموز ضمن أسئلة وأجوبة.
نعم! ان الجنة شاملة جميع اللذائذ المعنوية، كما هي شاملة جميع اللذائذ (المادية) الجسمانية أيضاً.
سؤال: ما علاقة الجسمانية (المادية) القاصرة الناقصة المتغيرة القلقة المؤلمة، بالأبدية والجنة؟ فما دامت الروح تكتفي بلذائذها العلوية في الجنة، فلِمَ يلزم حشر جسماني للتلذذ بلذائذ جسمانية؟
الجواب: على الرغم من كثافة التراب وظلمته، نسبة الى الماء والهواء والضياء فهو منشأٌ لجميع أنواع المصنوعات الإلهية، لذا يسمو ويرتفع معنىً فوق سائر العناصر.. وكذا النفس الانسانية على الرغم من كثافتها، فانها ترتفع وتسمو على جميع اللطائف الانسانية بجامعيتها، بشرط تزكيتها.
فالجسمانية كذلك هي أجمع مرآة لتجليات الأسماء الإلهية، وأكثرها احاطة واغناها.. فالالات التي لها القدرة على وزن جميع مدخرات خزائن الرحمة الإلهية وتقديرها، انما هي في الجسمانية، اذ لو لم تكن حاسة الذوق التي في اللسان مثلاً حاوية على آلاتٍ لتذوق الرزق بعدد أنواع المطعومات كلها، لَما كانت تحسّ بكل منها، وتتعرف على