الكلمات | الكلمة الثامنة والعشرون | 687
(678-687)

ذيل صغير

يخص جهنم

ان الايمان يضم بذرة جنة معنوية، كما ان الكفر يخفي نواة زقوم جهنم معنوية، كما اثبتنا ذلك في الكلمة الثانية والثامنة.
اذ كما ان الكفر بذرة لجهنم، فجهنم كذلك ثمرة له. وكما ان الكفر سبب لدخول جهنم، كذلك سبب لوجودها وايجادها، لانه: لو كان هناك حاكم صغير ذو عزة وغيرة وجلال بسيط، وقال له رجل فاسد الخلق متحدياً: انك لا تقدر على تأديبي، ولن تقدر عليه. فلاشك انه سيبني سجناً لذلك الشقي ويلقيه فيه ولو لم يكن هناك سجن.
بينما الكافر بانكاره وجود جهنم، يكِذّب مَن له العزة المطلقة والغيرة المطلقة والجلال المطلق، ويسند الى القدير المطلق العجزَ، ويتّهمه بالكذب والعجز، فهو بكفره يتعرض لعزته بشدة، ويمس غيرته بقوة، ويطعن في جلاله بعصيان. فلاشك انه لو لم يكن لوجود جهنم أي سبب كان، وهو فرض محال، فانه سبحانه يخلق جهنم لذلك الكافر الذي يتضمن كفره هذا الحد من التكذيب واسناد العجز ويلقيه فيها.
﴿ربنا ما خلقتَ هذا باطلاً سُبحانكَ فقنا عذاب النار﴾(آل عمران:191).

لايوجد صوت