وقت واحد.. وانجاز العوام من الناس في الرؤيا ومشاهدتهم عـملَ سنة كاملة في دقيقة واحدة.. ووجود كل انسان بالقلب والروح والخيال في أماكن كثيرة، وتكوين علاقات معها في آن واحد.. كل ذلك معلوم ومشهود لدى الناس.
فلاشك ان وجود أهل الجنة - الذين تكون اجسامهم في قوة الروح وخفتها وفي سرعة الخيال - في مائة ألف مكان ومعاشرتهم مائة ألف من الحور العين، وتلذذهم بمائة ألف نوع من أنواع اللذائذ، في وقت واحد، لائق بتلك الجنة الأبدية، الجنة النورانية، غير المقيدة، الواسعة، وملائم تماماً مع الرحمة الإلهية المطلقة، ومنطبق تماماً مع ما أخبر به الرسول الكريم y فهو حق وحقيقة، ومع كل هذا فان تلك الحقائق العظيمة السامية جداً لا توزن بموازين عقولنا الصغيرة.
نعم، لا يلزم العقول الصغيرة ادراك تلك المعاني.
لأن هذا الميزان لا يتحمل ثقلاً بهذا القدر.
﴿سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا اِلاّ ما عَلَّمْتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيم﴾
﴿ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا﴾(البقرة:286)
اللهم صلّ على حبيبك الذي فتح أبواب الجنة بحبيبيته وبصلاته، وايدت امته على فتحها بصلواتهم عليه، عليه الصلاة والسلام.
اللّهم ادخلنا الجنة مع الابرار بشفاعة حبيبك المختار آمين.