يشير الى انه ابتداء من أعلى طبقة من جمال الحلل حتى مخ السيقان في داخل العظام، كل منها مدار ذوق لحس معين وللطيفة خاصة.
نعم؛ ان الحديث الشريف يشير بتعبير (على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ سوقهما).
ان الحور العين جامعة لكل نوع من أنواع الزينة والحسن والجمال المادية والمعنوية، التي تشبع وترضي كل ما في الانسان من مشاعر وحواس وقوى ولطائف عاشقة للحس، ومحبة للذوق، ومفتونه بالزينة، ومشتاقة الى الجمال.. بمعنى ان الحور يلبسن سبعين طرزاً من أقسام زينة الجنة، دون ان يستر أحدها الآخر، اذ ليس من جنسه، بل يبدين جميع مراتب الحسن والجمال المتنوعة بأجسادهن وأنفسهن وأجسامهن بأكثر من سبعين مرتبة حتى يظهرن حقيقة اشارة الآية الكريمة:
﴿وفيها ما تَشتهيه الأنفسُ وتَلذّ الأعينُ﴾(الزخرف: 71).
ثم ان الحديث الشريف يبين: ان ليس لأهل الجنة فضلات بعد الأكل والشرب، اذ ليس في الجنة ما لا يحتاج اليه من مواد قشرية زائدة.
نعم، ما دامت الاشجار في هذه الدنيا السفلية، وهي في أدنى مرتبة من ذوات الحياة، لا تترك فضلات مع تغذيتها الكثيرة، فلِمَ لا يكون اهل الطبقات العليا، وهم أهل الجنة دون فضلات؟
سؤال: لقد ورد في أحاديث نبوية هذا المعنى؛ انه ينعم على بعض أهل الجنة ملكاً بقدر الدنيا كلها، ومئات الآلاف من القصور ومئات الآلاف من الحور العين، فما حاجة رجل واحد الى هذه الكثرة من الاشياء؟ وما يلزمه منها؟ وكيف يكون ذلك؟ وماذا تعني هذه الأحاديث؟
الجواب: لو كان الانسان جسداً جامداً فحسب، أو كان مخلوقاً نباتياً وعبارة عن معدة فقط، أو عبارة عن جسم حيواني، وكائن جسماني موقت بسيط مقيد ثقيل، لما كان يملك تلك الكثرة الكاثرة من القصور والحور،ولا كانت تليق به. ولكن الانسان معجزة من المعجزات الإلهية الباهرة، بحيث لو يُعطى له ملك الدنيا كلها وثروتها ولذائذها في هذه الدنيا الفانية وفي هذا العمر القصير فلا يُشبع حرصَه، حيث هناك حاجات لقسم من لطائف غير منكشفة.