الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 733
(688-734)

السماوية المتفقة مع القرآن الكريم في هذه المسألة، وكذا أوصاف الجلال والجمال الإلهية وجميع الأسماء الحسنى للذات الجليلة، تدلّ كلها دلالة قاطعة على وقوع البعث هذا، وكذا جميع أوامره سبحانه الموحى بها الى جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام والتي وعد بها وقوع البعث والقيامة. فلأنه وعَدَ فسيفي بالوعد حتماً. راجع الحقيقة الثامنة من الكلمة العاشرة، وكذا جميع ما أخبر به النبي الأمي محمدy ومعه آلاف المعجزات، عن حدوث البعث ويتفق معه جميع الأنبياء والمرسلين والأصفياء والأولياء والصديقين في وقوع هذا البعث، هذا فضلاً عما تخبرنا به جميع الآيات التكوينية في هذا الكون العظيم عن وقوع البعث هذا.
الحاصل: ان جميع حقائق (الكلمة العاشرة)، وجميع براهين (لا سيما) في المقام الثاني من الكلمة الثامنة والعشرين الذي كتب باللغة العربية في المثنوي العربي النوري؛ أظهرتا بكل ثبوت وقطعية - كبزوغ الشمس بعد غروبها - أن ستشرق شمس الحقيقة بصورة حياة أخروية بعد غروب الحياة الدنيوية.
وهكذا فان كل ما بيّناه منذ البداية في الأسس الأربعة، انما كان استمداداً من اسم (الحكيم) واستفادةً من فيض القرآن الكريم كي تعدّ القلب للقبول وتهيّأ النفس للتسليم وتحضر القلب للأذعان.
ومَن نكون نحن حتى نتكلم في أمر كهذا، فالقول الفصل هو ما يقوله مالك هذه الدنيا، وخالق هذا الكون، وربّ هذه الموجود أما نحن فلا يسعنا إلاّ الخضوع والانصات والإذعان... فحينما يتكلم رب السموات والأرض، فمن ذا أحق منه بالكلام سبحانه وتعالى.. فهذا الخالق الكريم يوجه خطاباً أزلياً الى جميع صفوف طوائف الكائنات في باحة مسجد الدنيا ومدرسة الأرض القابعين وراء العصور والذي يزلزل الكون بأجمعه:
﴿بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اذا زلزلت الارض زلزالها  واخرجت

لايوجد صوت