الكلمات | الكلمة التاسعة والعشرون | 732
(688-734)

الأختبار، وحقائق تجلّيات تلك الأسماء الحسنى، وحقائق كتابات قلم القدر تلك، واصول تلك النماذج لإبداعات صنعته سبحانه، وفوائد وغايات تلك الوظائف للموجودات، وجزاء تلك الخدمات والمهام للمخلوقات، وحقائق معاني تلك الكلمات التي افادها كتاب الكون، وظهور سنابل بذور الاستعدادات الفطرية، وفتح أبواب محكمة كبرى، واظهار المناظر المثالية التي التقطت في الدنيا، وتمزيق ستار الأسباب الظاهرة، واستسلام كلُّ شئ الى أمر خالقه ذي الجلال مباشرة..
ويوم تتوجه ارادته لإظهار تلك الحقائق المذكورة لتنجّي الكائنات من تقلّبات التغيّر والتحول والفناء وتهب لها الخلود، ولتميّز بين تلك الأضداد والتفريق بين أسباب التغيّر ومواد الأختلاف، سيقيم سبحانه القيامة حتماً مقضياً، وسيصفّي الأمور لاظهار تلك النتائج، وستأخذ جهنم في ختامها صورة أبدية بشعة مريعة وسيُهدِّد روّادها بـ ﴿وامْتازوا اليَومَ أيُّها المُجرِمون﴾(يس:59).
وتتجلى الجنة بروعتها وابهتها الجمالية الخالدة ويقول خزنتُها لأهلها وأصحابها: ﴿سَلامٌ عَلَيْكُم طِبْتُمْ فادْخُلوها خَالِدين﴾(الزمر:73) وسيمنح القدير الحكيم بقدرته الكاملة أهل هذين الدارين الخالدين وجوداً ثابتاً أبدياً خالداً لا يعتريه تغيّر ولا انحلال ولا شيب ولا انقراض، فليس هناك أسباب ومبررات للتغير المؤدي الى الانقراض، كما بُرهن ذلك في (الكلمة الثامنة والعشرين، المقام الأول، السؤال الثاني).
المسألة الرابعة: ان البعث سيقع حتماً. نعم ان الدنيا بعد دمارها وموتها ستُبعث (آخرة)، وان الخالق القدير الذي بناها لأول مرة سيعمّرها تعميراً أجمل من عمارتها الأولى بعد هدمها، وسيجعلها منزلاً من منازل الآخرة. وأدلّ دليل على هذا هو القرآن الكريم اولاً، بجميع آياته التي تضمّ آلافاً من البراهين العقلية، وجميع الكتب

لايوجد صوت