الكلمات | الكلمة الثلاثون | 757
(735-771)

تُنجز من دون خطأ. فاذاً: إما أن تلك الذرات العاملة تعمل وفق أوامر مَن يملِك علماً محيطاً بكل شئ، وباذنه، وبعلمه، وبارادته.. أو ينبغي ان يكون لها مثل ذلك العلم المحيط والقدرة المطلقة!
ثم ان كل ذرة من ذرات الهواء، تستطيع ان تدخل في جسم كل كائن حي، وفي ثمرة كل زهرة، وفي بناء كل ورقة، وتعمل في كل ٍمنها. علماً ان بناء كلٍ منها يخالف الآخر ونظامه يباين الآخر، فلو كان معمل ثمرة التين ـ مثلاً ـ شبيهاً بمعمل النسيج، لكان معمل ثمرة الرمان شبيهاً بمعمل السكر. فتصاميم كل منهما، وبناء كل منهما مخالف للآخر.
فهذه الذرات الهوائية تدخل في كلٍ منها ـ أو تستطيع الدخول ـ وتعمل بمهارة فائقة وبحكمة تامة، وتتخذ فيها أوضاعاً معينة، ثم حالما تنتهى وظيفتُها تتركها ماضية الى شأنها.
وهكذا فالذرة المتحركة في الهواء المتحرك؛ إما انها تعلم الصوَر التي اُلبستْ على الحيوانات والنباتات، وعلى ثمراتها وازاهيرها، وتعلم ايضاً مقادير كلٍ منها وانماط تصاميمها! أو أن تلك الذرة مأمورة بأمرِ مَن يعلم ذلك كله وعاملة بارادته.
وكذا كل ذرة ساكنة في التراب الساكن الهادئ، فهي متهيئة لتكون منبتاً لجميع بذور النباتات المزهرة والاشجار المثمرة؛ اذ لو اُلقيت في حفنة تراب ـ المتكونة من ذرات متماثلة كأنها ذرة واحدة ـ ولاقت ما فيها من الذرات؛ فإما انها تجد مصنعاً خاصاً بها، مع ما يحتاجه بناؤها من لوازم ومعدّات، أي ان تكون في تلك الحفنة من التراب معامل معنوية دقيقة عديدة، عدد انواع النباتات والاشجار والاثمار.! أو ان يكون هناك علم واسع وقدرة محيطة بكل شئ، تبدع كل شئ من العدم.. أو ان تلك الاعمال انما تتم بحول وقوة الله القدير على كل شئ والعليم بكل شئ.
لو سافر شخص الى اوروثا، وهو جاهل بوسائل الحضارة جهلاً مطبقاً، وعلاوة على ذلك فهو أعمى لا يبصر، ولو دخل هناك الى جميع المعامل والمصانع، وانجز أعمالاً بديعة في كل صنوف

لايوجد صوت