الكلمات | الكلمة الثانية والثلاثون | 820
(819-832)

الموقف الأول
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
﴿لوكان فيهما آلهةٌ إلاّ الله لفسدتا﴾(الانبياء: 22)
(لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير واليه المصير)
كنت قد بينت في احدى ليالي رمضان المبارك؛ ان في كلٍ من الجمل الاحدى عشرة من هذا الكلام التوحيدي بشارة سارة، ومرتبة من مراتب التوحيد. وقد بسطت الكلام بسطاً يقرب من فهم العوام لتوضيح ما في جملة (لا شريك له ") وحدها من معانٍ جميلة؛ وذلك على صورة محاورة تمثيلية ومناظرة افتراضية، واتخاذ لسان الحال على هيئة لسان المقال. وادرج الآن تلك المحاورة اسعافاً لطلب اخوتي الاعزاء الذين يعينونني في شؤوني، ونزولاً عند رغبة رفقائي في المسجد ونظراً لطلبهم. وهي على النحو الآتي:
نفترض شخصاً يمثل الشركاء الذين يتوهمهم جميع انواع اهل الشرك والكفر والضلال من امثال عبدة الطبيعة والمعتقدين بتأثير الاسباب والمشركين. ونفرض ان ذلك الشخص المفترض يريد أن يكون رباً لشئ من موجودات العالم، ويدّعي التملك الحقيقي له!
وهكذا فقد قابل ذلك المدّعي اولاً ما هو أصغر شئ في الموجودات وهو الذرة، فقال لها بلسان الطبيعة وبلغة الفلسفة المادية أنه ربها ومالكها الحقيقي!
فاجابته تلك الذرة بلسان الحقيقة وبلغة الحكمة الربانية المودعة

لايوجد صوت