الكلمات | الكلمة الثانية والثلاثون | 821
(819-832)

فيها:
انني اؤدي وظائف واعمالاً لا يحصرها العدّ. فأدخل في كل مصنوع على اختلاف انواعها، فان كنت ايها المدّعي مالكاً علماً واسعاً يحيط بجميع تلك الوظائف وصاحب قدرة شاملة توجّه جميعها، ولك حكم نافذ وهيمنة كاملة على تسخيري وتوجيهي مع امثالي(1) من الذرات العاملة والمتجولة في الوجود.. وكذا لو كنت تتمكن من أن تكون مالكاً حقيقياً للموجودات التي أنا جزء منها - كالكريات الحمر - وتتصرف فيها بانتظام تام.. فلك أن تدّعي المالكية عليّ، وتسند أمري الى غير خالقي سبحانه.. والاّ فاسكت! اذ لا تقدر على أن تتدخل في شؤوني فضلاً عن انك لا تستطيع أن تكون رباً لي؛ لأن ما في وظائفنا واعمالنا وحركاتنا من النظام المتقن الكامل بحيث لن يقدر عليه من لم يكن ذا حكمة مطلقة وعلم محيط، فلو تدخّل غيره لأفسد.
فأنّى لك ايها المدعي أن تمد اصبعك في شؤوننا وانت العاجز الجامد الاعمى الأسير بيد الطبيعة والمصادفة العمياويين!
فقال المدعي ما يقوله الماديون:
- اذن كوني مالكة لنفسك، فَلِمَ تقولين انك تعملين في سبيل غيرك؟ فاجابته الذرة:
- لو كان لي عقل جبار كالشمس وعلم محيط كضوئها وقدرة شاملة كحرارتها وحواس ومشاعر واسعة كالالوان السبعة في ضيائها ووجه متوجّه الى كل مكان أسيح فيه وعين ناظرة وكلام نافذ الى كل

(1) نعم! كما ان كل شئ متحرك ابتداءً من الذرات الى الكواكب السيارة يدل على الوحدانية، بما فيه من سكة الصمدانية وطابعها، فانه يضم جميع الاماكن التي يجول فيها ضمن مُلك مالكه الواحد.. اما المصنوعات الساكنة ابتداءً من النباتات الى النجوم الثابتة فهي بمثابة اختام الوحدانية حيث يظهر كل منها ان موضعه بمثابة رسالة من صانعه ومكتوب منه. اي ان كل نبات، وكل ثمر، هو ختم وحدانية، وسكة وحدة بحيث يدل على ان مواضعه وأوطانه رسالة لصانعه البديع.
والخلاصة: ان كل شئ يسيطر بحركته على جميع الاشياء باسم الوحدانية، اي ان الذي لا يقبض زمام جميع النجوم بيده لن يكون رباً على الذرة - المؤلف.

لايوجد صوت